أوروبا أكبر مستورد للغاز المسال الأميركي للشهر الثالث: مستعدون لانقطاع جزئي لتدفق الروسي
أظهرت بيانات صادرة عن مؤسسة "رفينيتيف"، المتخصصة في تتبع ناقلات الغاز والنفط عالمياً، أنّ أوروبا ظلت مستورداً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال الأميركي في فبراير/ شباط الجاري، ومن المتوقع أن تبقى أكبر وجهة للشحنات الأميركية للشهر الثالث على التوالي.
وأشارت البيانات إلى أنّ الصادرات الأميركية إلى أوروبا هذا الشهر قد تكون قريبة من المستوى القياسي المسجل في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ ذهبت حوالي 75% من الشحنات إلى أوروبا خلاله، بفعل زيادة حادة في الطلب.
البحث عن إمدادات جديدة
وأظهرت بيانات "رفينيتيف"، التي أوردتها وكالة "رويترز"، مساء الثلاثاء، أنّ ما لا يقل عن نصف شحنات الغاز المسال الأميركي هذا الشهر ذهب إلى أوروبا حيث تبحث الشركات عن إمدادات جديدة.
وبلغ إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركي، الشهر الماضي، 7.3 ملايين طن. ومنذ بداية فبراير/ شباط الجاري، صدّرت الولايات المتحدة 3.56 ملايين طن من الغاز المسال، وهو ما يماثل حجم الصادرات في منتصف ديسمبر/ كانون الأول، الذي كان ثاني أعلى مستوى مسجل، بحسب بيانات "رفينيتيف".
وكانت بيانات أوردتها وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، في وقت سابق من فبراير/شباط، أظهرت أنّ الولايات المتحدة تصدرت قائمة أكبر مُصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم للشهر الثاني على التوالي خلال يناير/كانون الثاني، متجاوزة قطر التي كانت تحتل الترتيب الأول في هذا المجال.
وقال محللون إنّ المخاوف من انقطاع الغاز الروسي، الذي يشكل حوالي 35% من الاستهلاك الأوروبي، ساهم في زيادة الصادرات الأميركية.
الاتحاد الأوروبي: مستعدون لانقطاع جزئي لتدفق الغاز الروسي
وبالتزامن مع صدور بيانات "رفينيتيف"، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنّ الاتحاد الأوروبي سيكون قادراً على التعامل مع انقطاع جزئي لواردات الغاز من روسيا.
وأثار تصاعد التوتر مع موسكو بشأن أوكرانيا مخاوف بشأن تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، مما دفع الاتحاد إلى مراجعة خططه الطارئة لمواجهة صدمات الإمداد ودفع مسؤولي التكتل والولايات المتحدة إلى البحث عن إمدادات بديلة.
محادثات أوروبية مع قطر ومصر
وقالت فون دير لاين، للصحافيين في ستراسبورغ، مساء الثلاثاء، وفق ما نقلته "رويترز"، إنّ الاتحاد الأوروبي تحدث مع الولايات المتحدة وقطر ومصر وأذربيجان ونيجيريا وكوريا الجنوبية عن زيادة شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال، إما من خلال شحنات إضافية أو مبادلات عقود.
وتمد روسيا أوروبا بنحو 40% من احتياجات إمدادات الغاز الطبيعي. وارتفعت أسعار الغاز في القارة الباردة، حيث اصطدم نقص العرض بارتفاع الطلب في اقتصادات تنهض من تداعيات جائحة فيروس كورونا العام الماضي، مع واردات أقل من المتوقع من روسيا.
وقالت فون دير لاين: "تحدثنا أيضاً مع كبار موردي الغاز الطبيعي المسال... لنسأل عما إذا كان بوسعنا مبادلة عقود لصالح الاتحاد الأوروبي"، مضيفة أنّ اليابان مستعدة للقيام بذلك. وتابعت: "تؤتي هذه الجهود ثمارها الآن بشكل واضح".
وأعلنت اليابان الأسبوع الماضي، أنها ستحول بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، استجابة لطلبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وسجلت واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية مستوى قياسياً مرتفعا بلغ نحو 11 مليار متر مكعب في يناير/ كانون الثاني، جاء أقل من نصفها بقليل من الولايات المتحدة.
المخزونات تنخفض إلى 34%
وتبلغ مستويات تخزين الغاز في أوروبا حالياً نحو 34%. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إنّ الوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي سيتطلب إجراءات إضافية.
وأضافت أنّ الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا أكد حاجة أوروبا للحد من اعتمادها على الغاز الروسي، وسيساعدها على ذلك التحول المزمع إلى الطاقة المتجددة.