عقدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) فعالية على هامش محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي بهدف إقناع الشباب بدعم الوقود الأحفوري، الذي تسبب مصير استخدامه في انقسامات عميقة بين المندوبين المشاركين في القمة.
وتضمنت الفعالية التي أطلق عليها اسم "يوم خاص - أوبك والشباب" عرضاً تقديمياً في الجناح المخصص لها في المؤتمر.
وحضر هذه الفعالية عشرة شباب تقريباً، بعضهم من الناشطين المناهضين للوقود الأحفوري.
وأراد مسؤولو أوبك الذين شاركوا في الفعالية نقل رسالة بسيطة، مفادها أن النمو السكاني السريع يعني استمرار نمو الطلب على النفط، وأن الطاقة المتجددة باهظة الثمن ومحدودة.
وطلب الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص من الحضور تصور طفرة سكانية بحجم "50 مدينة مثل لندن" بحلول عام 2030. ويبلغ عدد سكان لندن تسعة ملايين نسمة تقريباً. وقال "هذا لتوضيح مقدار الطاقة الإضافية التي نتحدث عنها".
وأشار أحد ممثلي أوبك إلى أهمية الوقود الأحفوري في القطاع الطبي، وسأل المجموعة عما إذا كان المريض الذي يحتاج إلى نقله على وجه السرعة في سيارة إسعاف سيهتم إذا كان الوقود المستخدم في السيارة مستداماً أم لا.
وظهرت رسالة على شاشة خلفه كُتب فيها "تدرك أوبك الدور الحاسم للشباب في تشكيل صناعة الطاقة وتشكيل مستقبل الطاقة للجميع".
ودخل نحو عشرة نشطاء من منظمة (350 دوت أورغ) إلى الجناح بين الجلسات لفترات لم تدم طويلاً، وهتفوا "ماذا نريد؟ التخلص التدريجي. متى نريد ذلك؟ الآن".
وكانت هذه إشارة إلى الصيغة المقترحة في الاتفاق النهائي لمؤتمر "كوب 28"، التي تدعو لأول مرة إلى التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، المصدر الرئيسي للانبعاثات التي يلقي العلماء باللوم عليها في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعارض أوبك هذا الاقتراح، وتدخلت على غير المعتاد الأسبوع الماضي في محادثات المناخ من خلال حث أعضائها وحلفائهم على رفض استهداف الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للقمة.
وتحدث ممثل آخر لأوبك مع بعض الناشطين الشبان خارج الجناح، وتناقش معهم حول مستقبل النفط.
وعُرض في الجناح أيضاً أدوات نستخدمها في حياتنا اليومية مصنوعة من المنتجات النفطية أو تعمل بها، مثل كرة قدم وحافلة مدرسية صغيرة.
وقال مايكل ماتشيل، الذي حضر الفعالية نيابة عن مجموعة تدعى (شباب إنجيليون من أجل العمل المناخي)، لرويترز إن أوبك كانت لديها فرصة للاستماع إلى مخاوفهم بشأن تغير المناخ، لكنها ساقت حججها مجدداً بدلاً من ذلك.
وأضاف "أعتقد أنهم أضاعوا فرصة مهمة للتواصل مع الشباب".
والأسبوع الماضي، توقع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في كلمة خلال الجلسة التمهيدية للدورة الـ17 من مؤتمر "جيبكا" السنوي، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، نمو قطاع البتروكيماويات عالمياً بنسبة تزيد عن 50%، إلى ما يقرب من 1.2 تريليون طن سنوياً بحلول عام 2040، ما يعني قفزةً كبيرة بالطلب على المواد الكيميائية البترولية الأساسية، مثل "الإيثيلين" و"البروبيلين" بنسبة تزيد عن 60%.
وأكد الوزير السعودي أن "البتروكيماويات موجودة لتبقى، وسيستمر قطاع الهيدروكربونات بتحقيق الدخل، وتوليد الأموال للمستثمرين، لذا أود أن أطلب من أصدقائنا الذين يتحدثون عن التحول الطاقي أن يتعايشوا مع المعطيات التي بين أيديهم، والحقائق الماثلة أمامهم اليوم، ولعقودٍ قادمة".
وفي نفس الاتجاه، قال دارين وودز، الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، الأسبوع الماضي أيضاً، إن الدول بحاجة للتركيز على تقليل الانبعاثات، بعيداً عن الدعوات إلى الالتزام الجماعي بالتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري.
وأضاف خلال مقابلة مع "سي أن بي سي" الاقتصادية، على هامش مؤتمر قمة المناخ "كوب 28"، أن بعض الأطراف ترى أن نجاح المؤتمر مرهون فقط بالاتفاق على التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري، الذي يشكل حرقُه المحرك الرئيسي لأزمة المناخ. وأضاف "أعتقد أن ما يجب على المجتمع التركيز عليه هو المشكلة الحقيقية هنا، وهي الانبعاثات".
وقبل أسبوعين تقريباً، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الإمارات العربية المتحدة خططت لاستغلال دورها كمضيف لمحادثات الأمم المتحدة للمناخ كفرصة لإبرام صفقات النفط والغاز.
ولم ينفِ الفريق الإماراتي استخدام اجتماعات "كوب 28" لإجراء محادثات اقتصادية، وقال إنّ "الاجتماعات الخاصة تبقى خاصة"، وفقاً لما نقلته "بي بي سي".
(رويترز، العربي الجديد)