أوبك+ تجتمع مجدداً اليوم وسط خلاف حول حصص الإنتاج

05 يوليو 2021
تنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر (فرانس برس)
+ الخط -

تجتمع دول تحالف أوبك+ الـ23 المصدرة للنفط مجدداً اليوم الإثنين، لإيجاد مخرج بعدما أخفقت الجمعة في التوصل إلى اتفاق لتحديد حصص الإنتاج اعتباراً من أغسطس/آب.
وتستأنف المحادثات بين دول أوبك وحلفائها من خارج الكارتيل غداة رفض الإمارات خطة يجري التفاوض حولها باعتبارها "غير عادلة"، في تصعيد للخلاف قد يؤدي إلى عرقلة تعافي سوق الخام بعد جائحة كوفيد-19.
وتنص الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر اعتباراً من أغسطس وحتى ديسمبر/كانون الأول، بحيث تصل كمية النفط الإضافية المطروحة في السوق بحلول نهاية السنة إلى مليوني برميل في اليوم.
ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها "أوبك بلاس" منذ مايو/أيار، والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجياً بعد خفضه بشكل حاد مع التراجع الهائل في الطلب عند بدء انتشار فيروس كورونا.

وحققت هذه الاستراتيجية إلى حدّ ما نجاحاً، إذ انتعشت أسعار النفط لتبلغ حوالى 75 دولاراً لبرميل الخامين المرجعيين برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط بزيادة 50% منذ مطلع العام، وهو مستوى مماثل لما كانت عليه الأسعار في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وإن كانت الدول بدت موافقة على هذا الاقتراح، إلا أن مسألة التمديد هي التي أثارت خلافاً.
 خطة "غير عادلة"
تعهد تحالف أوبك+ في إبريل/نيسان 2020 عندما تراجعت أسعار الخام بحدّة على وقع الموجة الأولى من الوباء، بسحب 9,7 ملايين برميل في اليوم من السوق على أن تعاود ضخّها تدريجيا خلال الفترة الممتدة حتى نهاية إبريل 2022.
غير أن هذه المهلة تبدو الآن قصيرة جدا على ضوء الوتيرة الحالية لزيادة الإنتاج، حيث إن دول التحالف لا تزال تقتطع 5,8 ملايين برميل في اليوم من إنتاجها.
وهذا ما دفع إلى طرح تمديد الاتفاق المطبق حاليا حتى ديسمبر 2022، وهو خيار يصطدم بمعارضة أبوظبي.
وبينما تؤيّد السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر 2022، ترغب الإمارات في مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد إبريل.
وقال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي الأحد في تصريحات إعلامية، إنّ "مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد إبريل".
وأعلنت وزارة الطاقة أن "دولة الإمارات لا تمانع تمديد الاتفاقية إذا لزم الأمر، ولكنها طلبت مراجعة نسب نقط الأساس لمرجعية التخفيض لضمان عدالة الحصص لجميع الأعضاء عند التمديد".
وتصر الإمارات على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 0,6 مليون برميل يومياً إلى 3,8 ملايين برميل، باعتبار أن النسبة الحالية المحددة في أكتوبر 2018 لا تعكس طاقتها الإنتاجية الكاملة.

معادلة صعبة 
وهذا الخلاف هو الذي أفشل الجولة الأولى من الاجتماعات الخميس الماضي، ثم اجتماع الجمعة بين أعضاء مجموعة تشهد عادة خلافات بين السعودية وروسيا.
ورأت حليمة كروفت المحللة لدى شركة "أر بي سي" في مذكرة أن "احتمال غياب اتفاق، بل حتى خروج الإمارات من أوبك، ازداد بشكل كبير"، إذ يبدو من الصعب على التحالف أن يقبل بطلب الإمارات من غير أن يفتح الباب للفوضى.
وعلق محللو شركة كبلر: "ما كان يفترض أن يشكل اجتماعاً هادئاً نسبياً لأوبك بلاس تحول إلى اجتماع طويل جداً وغير مؤكد النتائج".
كما تواجه أوبك بلاس معادلة صعبة، بين انتعاش فعلي إنما هشّ للطلب، وعودة الصادرات الإيرانية المرتقبة، والأسعار المرتفعة الحالية التي تثير استياء بعض كبار المستهلكين مثل الهند.
غير أن التحالف معتاد على الخلافات، وتمكن في مطلع العام الماضي من تجاوز خلاف كبير بين موسكو والرياض أثار حرب أسعار قصيرة إنما شديدة.
(فرانس برس)

المساهمون