تختزن دول أميركا الجنوبية تاريخاً عريقاً من الثقافات المختلفة والتقاليد العريقة ومعالم طبيعية وسياحية خلابة. فهي تضم أعلى الشلالات في العالم، كشلالات آنجل في فنزويلا، ونهر الأمازون أكبر أنهار العالم، وأطول سلسلة جبال هي الأنديز، كما تُعد أكبر موطن للغابات المطيرة، ناهيك بالبحيرات والغابات.
وإضافة إلى هذا الغنى البيئي، تضم أميركا الجنوبية الكثير من المعالم التاريخية، والمناطق الأثرية، والتي كانت سابقاً موطن شعوب الإنكا. وإن كانت هذه الأسباب غير كافية لزيارتها، فإن طيبة شعبها واستقبالهم الحار للزوار، يجعلان الرحلة واحدة من الرحلات الاستثنائية التي لا تنسى. فهيا بنا إلى جولة سريعة نحو 4 دول مميزة في هذه البقعة من العالم.
بوليفيا
سواء أكانت الرحلة مخصصة للاسترخاء أم لاكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة، إلا أن مستويات الأدرينالين عندك سترتفع بشكل لافت في كل مرة تكتشف منطقة سياحية، أو تخوض تجربة جديدة في بوليفيا. إنها باختصار أرض المفاجآت.
تضم بوليفيا الكثير من الأماكن الطبيعية ذات التنوع البيولوجي. يقصد السياح بحيرة تيتيكاكا، وهي أكبر بحيرة في أميركا الجنوبية، حيث يمكن للسياح استئجار القوارب، والتنزه في البحيرة المغطاة بالجبال الجليدية. ولا بد من زيارة حديقة ماديدي الوطنية، الممتده من جبال الأنديز إلى الأمازون، حيث تحتوي على شلالات ومسطحات مائية كالبحيرات والمستنقعات.
وإن كنت من عشاق المغامرات، فلا بد من العبور في طريق يونغاس والذي يمتد من لاباز حتى غابات الأمازون ويفضل السياح ركوب الدراجات النارية الجبلية به حيث يرتفع الطريق 15 ألف قدم.
كولومبيا
تأسرك بسحر طبيعتها وجمالها، وتأخذك في رحلة عبر الزمن بمزيجها التراثي والحضاري. تُعد هذه الدولة الوجهة المثالية التي يبحث عنها أي سائح، كونها تضم الكثير من المعالم السياحية الطبيعية والأماكن التراثية.
من يزور كولومبيا، لا بد له من تخصيص وقت لزيارة نهر كانيو كريستاليس Cano Cristales، يعرف النهر بـ"نهر الألوان الخمسة"، وترجع هذه التسميات إلى وجود خمسة ألوان للطحالب الموجودة في قاع النهر والتي تعطيه المظهر الفريد والمميز.
كما يقصد السائح حديقة تايرونا، وهي عبارة عن عالم مصغر، يحتوي على الشواطئ المائية الكاريبية، المناطق الصحراوية، والغابات المطيرة.
وبعيداً من المناطق الطبيعية الخلابة، للمناطق الأثرية والتاريخية سحرها الخاص. في منطقة بوغوتا، يزور السائح الكثير من المعالم، ومنها متحف ديل أورو، والقلاع القديمة. كما تمتاز المدينة بساحاتها الكبيرة، ونوافير الماء التي تغطيها.
بيرو
موطن حضارة الإنكا القديمة، هكذا تلقب. لذا، فهي مدينة عامرة بالأماكن التاريخية القديمة، ناهيك بجمال طبيعتها. البداية من منطقة Kuelap، حيث تتنوع الأماكن الأثرية هناك، من قلاع تعود إلى القرون الأولى للميلاد، وصولاً إلى وادي أوتكوباميا الأثري ذي التماثيل القديمة.
كما تتنوع الأماكن الطبيعية، ومن أبرزها شلال غوتكا في منطقة أمازوناس، حيث الجبال الشاهقة التي تنحدر الشلالات عليها. وللاقتراب أكثر من الشلالات، جهزت السلطات مسارات تناسب محبي التنزه سيرا.
ومن الأماكن الطبيعية أيضاً بحيرة تيتيكاكا في قلب جبال الأنديز، وتتميز بكونها موطن مئات الطيور النادرة.
ولا شك في أن منطقة ليما التي تم إنشاؤها عام 1535، تكتسب شهرة كبيرة، نظراً لتعدد المراكز الثقافية التي تحتضنها، إلى جانب المطاعم والمقاهي الشعبية.
تشيلي
بين باتاغونيا ولاسيرينا، يحتار السائح أين يقضي إجازته. تمتاز هاتان المنطقتان بسحرهما وتاريخهما العريق.
تشتهر باتاغونيا بكونها تضم مجموعة كبيرة من السهول، إلى جانب الجبال المرتفعة. وتشتهر أيضاً بتنوع غاباتها والتي جعلتها واحدة من أهم الوجهات السياحية في أميركا الجنوبية.
وفي لاسيرينا، التي تعتبر ثاني أقدم المدن في تشيلي، تمتاز بمحافظتها على تراثها المعماري القديم، وهويتها التقليدية. وهناك يستطيع السائح اكتشاف تاريخ المدينة العريق، حيث يمكن زيارة المرصد الفلكي بجانب المتحف الأثري، ولا تفوتك ممارسة الأنشطة الترفيهية التي تميز المدينة عن غيرها.
وللعاصمة سانتياغو مكانتها الخاصة، حيث تضم مجموعة من أروع المعالم السياحية، كالمباني التاريخية والساحات العامة، ناهيك بالمطاعم التي تشتهر بأطباقها التقليدية. وفي الليل، تمتاز المنطقة بأجواء السهر، حيث تضج العاصمة بالموسيقى الحية والرقصات التقليدية التي تقام في المقاهي والحانات.