عادت رائحة الموت تزكم الأنوف مجدداً، ما أقبحها من رائحة، كل يوم نودع أقارب وأصدقاء وزملاء ومعارف بسبب هذا الفيروس الذي يصر على البقاء معنا أطول فترة ممكنة، وقد يلازمنا طوال العمر، آلاف الموتى يومياً حول العالم، وملايين المصابين بفيروس كورونا.
بات العالم مسكونا بالرعب والقلق، ذعر في كل مكان، قلق داخل البيوت والأزقة والحارات والشوارع ومقار العمل والمطارات، الكل متوجس يترقب خائفاً، سواء على أمنه النفسي وصحته، أو على أمن أسرته الصحي.
ملايين الموظفين حول العالم باتوا خائفين على ضياع فرصة العمل التي بحوزتهم في حال معاودة الدول الإغلاقات وفرض القيود على حركة الأفراد وأنشطة السياحة والسفر والطيران وحركة البضائع.
الملايين يخشون من إعادة شبح الموجة الأولى من تفشي كورونا والتي أعقبها تردٍ شديد في الأوضاع المعيشية والمالية للأفراد، وخسائر فادحة للاقتصادات
ملايين آخرون يخشون من إعادة شبح الموجة الأولى من تفشي كورونا في مارس 2020 والتي أعقبها تردٍ شديد في الأوضاع المعيشية والمالية للأفراد والدول، وخسائر فادحة للاقتصادات والمراكز المالية للحكومات.
عربات الإسعاف تجوب الشوارع بحثا عن مريض هنا وهناك استنجد لإنقاذه من تداعيات المتحور أوميكرون السريع الانتشار.
طوابير أمام المستشفيات ودور الرعاية الصحية والعيادات، الكل يريد أن يطمئن على عدم اقتراب الفيروس من جسده.
القطاع الصحي في بعض الدول بات غير قادر على تحمل أعداد المصابين الكُثر والمتدفقين عليه من كل حدب وصوب، القطاع لاأقرب للمواطن بات مرهقا ومستنزفا خاصة في الدول التي يعاني فيها إهمالا شديدا على مدى سنوات من قبل الحكومات التي باتت تهتم أكثر بالحجر وإقامة العقارات والمباني والقصور والمدن الجديدة أكثر من اهتمامها ببناء مستشفيات ودور الرعاية الصحية، ودعم القطاع الصحي، وتحسين الأوضاع المالية لطاقم الأطباء والتمريض.
عيادات الأطباء النفسيين تشهد زحاما في بعض الدول لا يقل عن زحام المستشفيات العامة والعيادات الخاصة.
الفيروس يستفحل في أميركا والعديد من دول العالم، الإصابات بكورونا تجاوزت المليون في الولايات المتحدة وحدها، حصيلة قياسية غير مسبوقة في البلاد دفعت السلطات إلى إرجاء العودة إلى المدارس وتمديد الإجازة، في ظل تفاقم الوباء واللجوء إلى التعلم عن بعد.
في أستراليا بلغت الإصابات الجديدة بالفيروس، اليوم الثلاثاء، مستويات قياسية، الأمر الذي تسبب في زيادة الضغط على المستشفيات ومراكز الاختبار في جميع أنحاء البلاد. تكرر المشهد في دول كثيرة.
المحصلة الاجمالية مقلقة فقد بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس مستوى قياسيا جديدا بـ 10 ملايين خلال سبعة أيام حتى يوم الأحد الماضي، وهو ما يزيد بنحو الضعف على الرقم القياسي السابق البالغ 5.7 ملايين المسجل خلال أسبوع في إبريل الماضي.
ومع حالة الذعر تلك واصل سعر النفط ارتفاعه في الأسواق الدولية ليقترب من 80 دولارا للبرميل، لتضاف مليارات الدولارات لخزينة الدول المنتجة للخام الأسود.
من المتوقع زيادة حدة التظاهرات مع امتداد الزيادة في أسعار النفط والغاز لسلع رئيسية مثل الأغذية والوقود والمواد الخام والسلع الوسيطة
عادت القفزات لأسعار الغاز الطبيعي لتزيد بنسبة 30% أمس دفعة واحدة، وعادت روسيا تضغط مجددا على القارة العجوز وتقلل إمداداتها من الوقود الأزرق، ومع ارتفاع أسعار الغاز خرجت تظاهرات في بعض دول العالم احتجاجاً على الزيادة.
ومن المتوقع زيادة حدة تلك التظاهرات في الفترة المقبلة مع امتداد الزيادة في الأسعار لسلع رئيسية مثل الأغذية والوقود والمواد الخام والسلع الوسيطة وغيرها.
وعاد الذهب إلى اللمعان مجددا وزاد احتماء المستثمرين به في ظل زيادة المخاطر الناجمة عن تفشي أوميكرون حول العالم، وعودة الاضطرابات لأسواق المال والبورصات، وعودة الحكومات للتوسع في الاستدانة مع زيادة عجز الموازنات وتراجع الإيرادات العامة.
وأدى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس إلى تراجع النشاط الاقتصادي في بعض الدول، وإلغاء آلاف الرحلات في يوم واحد، وإفساد موسم العطلات بعد عامين على ظهور الوباء.
وسط هذا الظلام الحالك والمشهد المأساوي يحصد كبار الأثرياء حول العالم المزيد من الأموال والارباح، فقد قفزت ثروة إيلون ماسك بنحو 30.5 مليار دولار، في يوم واحد هو أمس الإثنين، لتصل إلى 300.8 مليار دولار، بعد ارتفاع أسهم شركته "تسلا" لتصنيع السيارات الكهربائية.
وسط هذا الظلام الحالك يحصد كبار الأثرياء حول العالم المزيد من الأموال والارباح، فقد قفزت ثروة إيلون ماسك بنحو 30.5 مليار دولار، في يوم واحد
وباتت ثروة ماسك، أكبر من القيمة السوقية لعملاق النفط العالمي "إكسون موبيل"، وهو في طريقه ليصبح "أول تريليونير" في التاريخ، وتخطت قيمة "آبل" السوقية 3 تريليونات دولار في البورصة اليوم في سابقة تاريخية.
صحيح، مصائب قوم عند قوم فوائد.