أكثر من 20 طائرة معطّلة في مطار بغداد: وجه آخر لهدر المال العام

18 اغسطس 2022
تتسع الأزمات في مطار بغداد (Getty)
+ الخط -

كشفت وثيقة سربت على مواقع إخبارية عراقية ومواقع التواصل الاجتماعي وجود أكثر من 20 طائرة معطلة على أرض مطار بغداد الدولي، وأنها لم تخضع للصيانة والإدامة لفترات طويلة، في مؤشر جديد على الفساد وهدر المال العام في البلاد.

ويعد الفساد واحدا من أخطر الملفات في البلاد، إذ إنه مستعص في الغالب على سلطة الدولة والقانون، ولا سيما أنه مرتبط بأحزاب مهيمنة على المشهد السياسي في البلاد ولها أذرع مسلحة تهدد حتى مؤسسات الدولة.

ووفقا للوثيقة الصادرة عن مكتب وزير النقل، والتي خاطب فيها الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية، فإنّ "عدد الطائرات غير العاملة يتجاوز 20 طائرة داخل المطار، وهذا عدد مخيف ويؤشر لعدم إمكانية إدارة الشركة متابعة القسم الفني بصورة صحيحة، وعدم إمكانية القسم الفني القيام بمهامه الرئيسة وهي إدامة الطائرات".

وأضافت الوثيقة أن هذا الأمر "سيؤثر سلباً على عمل الشركة وأدائها واستغلال هذه الطائرات لغرض رفع المستوى المالي التي يفترض أن تحققه الطائرات للشركة وكذلك على جدولة حركة الطائرات وخدمة الخطوط التي تعمل عليها الشركة"، وحمل مدير مكتب الوزير إدارة الشركة والقسم الفني "تبعات عدم الاهتمام بصيانة هذه الطائرات، وعدم اتباع الطرق الصحيحة للحصول على الأدوات الاحتياطية".

وأشارت الوثيقة إلى أن "هذه الحالة تؤشر لوجود فساد كبير بهذا الخصوص، كما أن الطائرتين إيرباص (A220) لم تحسم قضيتهما لحد الآن، وكذلك طائرة (B737-700) التي مضى على جثومها في أرض المطار 3 أشهر، بعد تسلمها من شركة (فلاي بغداد)، وهذا يؤدي إلى اندثار الطائرة، ويفسر باللامبالاة وعدم الجدية في إعادة هذه الطائرة إلى الخدمة، بالرغم من توجيهات الوزير المستمرة بذلك".

لا توضيحات

ودعت الوثيقة إلى "اتخاذ ما يلزم وإعلام الوزارة بذلك"، محذرة من أنه "بخلاف ذلك سيتم اتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على المال العام، وإعادة هذه الطائرات إلى وضعها الطبيعي لغرض الاستفادة منها للنقل الجوي التجاري وتعظيم موارد الشركة".

ولم يصدر عن الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية أي توضيح أو تبرير رسمي أو فردي بشأن تلك الطائرات، فيما أكد مسؤول في مطار بغداد أن بعض تلك الطائرات معطلة منذ نحو عام كامل، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "هيمنة بعض الأحزاب والجهات السياسية على عمل مطار بغداد، والحصول على الاستثمارات فيه، تسبب بتراجع مستوى الأداء بشكل واضح".

وأضاف أن "تعطل تلك الطائرات جزء من الإهمال ومن الفساد المالي والإداري، وأن إحالتها للصيانة لا يتم إلا عبر صفقات فساد تشترك فيها عدد من الجهات، وكل جهة تفرض حصة مالية لها، ما يتسبب بتعطيل العمل بأغلب الملفات التي تخص المطار، ومنها الملفات الاستثمارية". وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد مدونون عراقيون استمرار الفساد وهدر أموال العراق.

وقال المدون ياسر الجبوري، في تغريدة له: "هدر المال العام، كيف يكون؟! 20 طائرة جاثمة على أرض مطار بغداد، وإهمال متعمد من الشركة العامة للخطوط الجوية".

متسائلا "لماذا لدينا مدير عام، ونائب مدير عام، ومعاون مدير، وموظفون، ومدققون ومحاسبون، وفنيون، وهذا حال الشركة؟!"، مخاطبا إياهم باللهجة العراقية "عمي هذي فلوس العراق مو فلوس من خلفوكم".

أزمة الفساد

وفي فبراير/ شباط الماضي، كانت رحلات شركة الخطوط الجوية العراقية من مطار بغداد قد تعطلت بسبب إضراب طياري المطار عن العمل، احتجاجا على ما وصفوه "الفساد في الشركة".

وأكدوا في بيان أن عقود الفساد "نخرت الشركة وتسببت في هدر ملايين الدولارات لصالح جيوب الفاسدين، ولم يتم اتخاذ أي إجراء من الحكومة".

مطالبين بـ"فصل شركة الخطوط الجوية العراقية عن وزارة النقل، وجعلها هيئة مستقلة ومرتبطة برئاسة الوزراء، كما كان معمولا به سابقا، ومنح صلاحيات كاملة لمدير عام الخطوط الجوية العراقية ومجلس إدارتها لإدارة العمل، مشددين على مراجعة كافة العقود المبرمة لشركة الخطوط الجوية العراقية وإلغائها أو تعديلها بما يخدم مصلحة الشركة".

المساهمون