بدأ اليوم الثلاثاء أكبر إضراب تشهده بريطانيا في 30 عاماً لعمال السكك الحديدية، مع خروج عشرات الآلاف من العاملين بسبب خلاف حول الأجور والوظائف، ما قد يمهد الطريق لإضرابات واسعة النطاق في مجال الصناعة بأنحاء البلاد.
واحتشد منذ الفجر ما يزيد على 40 ألفاً من عمال السكك الحديدية، الذين يعتزمون الإضراب أيام الثلاثاء والخميس والسبت، عند حواجز أقاموها، ما أصاب شبكة السكك الحديدية بالشلل وترك المحطات الرئيسية خالية من الرواد. كذلك فإن مترو أنفاق لندن مغلق في أغلبه بسبب إضراب منفصل.
I was out on the picket line at Victoria Station in London this morning in with @RMTunion workers and Socialist Campaign Group colleagues. Solidarity to all on strike today. All they want is fair pay and to protect jobs and services ✊ pic.twitter.com/XikEa2d1jX
— Rebecca Long-Bailey (@RLong_Bailey) June 21, 2022
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يتعرض لضغوط من أجل عمل المزيد للأسر التي تواجه أصعب الظروف الاقتصادية في عقود، إن الإضرابات ستضر بالأعمال التي تحاول التعافي من جائحة كوفيد-19.
وحذر وزير النقل غرانت شابس في تصريحات سابقة له أول من أمس الأحد، من تبعات الإضراب على مصالح المواطنين، واصفاً إياه بأنه "خطأ فادح"، وأن الناس لن يتمكنوا من الذهاب إلى المستشفيات أو الامتحانات المدرسية أو العمل.
وقالت نقابات العمال، وفقاً لوكالة "رويترز"، إن إضرابات عمال السكك الحديدية قد تشكل بداية "صيف السخط" حين يتحرك مدرسون وعاملون في المجالين الطبي والتخلص من النفايات، وحتى المحامون، لتنظيم إضرابات، مع اقتراب وصول التضخم إلى عشرة بالمائة، بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وقال مايك لينتش، الأمين العام لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، في تصريحات إعلامية، إن "العمال البريطانيين بحاجة لزيادة في الأجور... يحتاجون أماناً وظيفياً وظروفاً مواتية واتفاقاً شاملاً بوجه عام".
ويوجه نواب المعارضة انتقاداً للحكومة بسبب رفضها الاشتراك في المحادثات لتسوية الخلاف، وتتهم النقابات حكومة المحافظين برئاسة رئيس الوزراء بوريس جونسون بالوقوف على الهامش، حتى تلقي باللوم على النقابات وحزب العمال المعارض في هذا الاضطراب.
ويعاني الملايين من سكان بريطانيا، كغيرهم في جميع أنحاء أوروبا، من ارتفاع تكاليف المعيشة، ولا تواكب الرواتب التضخم، الذي بلغ 9 بالمائة، ويتوقع أن يرتفع أكثر، حيث تضغط الحرب الروسية في أوكرانيا على إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك القمح.
إضراب سائقي الحافلات
وفي السياق، استمر إضراب حافلات أريفا "Arriva" اليوم الثلاثاء لليوم السادس عشر على التوالي، مما سبب أزمة في حركة المواصلات بعد دخول عمال السكك الحديدية في إضراب اليوم أيضا، وهو ما جعل خيارات الركاب محدودة للتنقل.
وبدأ إضراب سائقي الحافلات يوم 6 يونيو/حزيران الجاري وسط دعوات لزيادة الأجور بمواجهة التضخم، تبعه أحد أكبر الإضرابات التي قام بها عمال السكك الحديدية على مدى جيل - مما أثر على خدمات النقل.
قدمت إدارة أريفا لاتحاد سائقي الحافلات عرضًا لرفع الأجور ، بنسب تتراوح بين 8.2 و12.7 في المائة، مما يرفع الحد الاعلى للأجر في الساعة إلى 13.15 جنيها إسترلينيا، بعد رفض عرض سابق بزيادة الأجور بين 7.5 و12.5% لكن الاتحاد رفض العرض الجديد أيضا.