أفغانستان تدشّن مشروع خط أنابيب تابي للغاز بتكلفة 10 مليارات دولار

11 سبتمبر 2024
خط انابيب تابي لنقل الغاز من تركمانستان، مقاطعة ماري، 11 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت أفغانستان بدء العمل على خط أنابيب غاز تابي بقيمة 10 مليارات دولار، الذي يعبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، بعد تأخيرات بسبب مشكلات أمنية.
- المشروع سيستخرج 33 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وستشتري باكستان والهند 42% من الإمدادات، وأفغانستان 16%، مع تحقيق كابول رسوم عبور تقدر بـ500 مليون دولار سنوياً.
- يُعد هذا المشروع أهم مشروع تنموي لسلطات طالبان منذ استيلائها على السلطة، ويمنحها دوراً استراتيجياً في التعاون الإقليمي وسط أزمة طاقة كبيرة.

أعلنت أفغانستان الأربعاء، أن العمل سيبدأ على خط أنابيب غاز تابي بقيمة 10 مليارات دولار يعبر جنوب آسيا، فيما انضم مسؤولون إلى شخصيات في تركمانستان المجاورة للاحتفال باستكمال البناء على ذلك الجانب من الحدود. وتأخرت ورشة بناء الخط "تابي" الذي يعبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، مرات عدة بسبب مشكلات أمنية في أفغانستان التي دمرتها الحرب.

وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد "اعتبارا من اليوم سنبدأ (العمل) على تراب أفغانستان"، وذلك في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي في هذا البلد. وخلال مراسم حدودية في بلدة إسلم حشمة بتركمانستان، أشاد مسؤولون من الجانبين بينهم رئيس الوزراء الأفغاني حسن أخوند بالمشروع. وقال رئيس تركمانستان سردار برديمحمدوف خلال بث مباشر للمراسم إن "هذا المشروع لن يفيد فقط اقتصادات الدول المشاركة فيه بل أيضا اقتصادات دول كافة المنطقة". غير أن خبراء حذّروا من أنّ المشروع، الذي لم يتم تمويله بالكامل بعد، لن يكون جاهزاً للتشغيل على الأرجح لعقد آخر.

في ولاية هرات الأفغانية المجاورة، أُعلن الأربعاء يوم عطلة للمناسبة وعُلقت لافتات تشيد بالمشروع في أنحاء العاصمة التي تحمل نفس الاسم. وسيتم بموجب المشروع استخراج قرابة 33 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي كل عام من حقل غالكينيش في جنوب غرب تركمانستان.

وسيمرّ الغاز في خط أنابيب بطول 1800 كلم، يعبر أفغانستان بما يشمل هرات وقندهار في الجنوب، قبل الوصول إلى ولاية بلوشستان المضطربة في باكستان ومنها إلى المحطة النهائية في فاضلكه بولاية البنجاب الهندية. وستشتري كل من باكستان والهند 42% من إمدادات الغاز، وأفغانستان 16%، فيما تستفيد كابول من رسوم عبور تقدر بنحو 500 مليون دولار سنويا، وفق وسائل إعلام أفغانية. 

بدأ العمل في الجانب التركمانستاني في 2015 وكان من المقرر أن يبدأ في أفغانستان في 2018، لكنه أرجئ مرارا. وبرزت تساؤلات في وقت سابق إزاء التزام الهند بالمشروع على خلفية علاقاتها بباكستان وسهولة وصولها إلى أسواق الغاز الطبيعي المسال، ما يعد عقبات محتملة. وهذا أهم مشروع تنموي لسلطات طالبان منذ استيلائها على السلطة في 2021 وانتهاء تمردها الذي استمر عقدين ضد الحكومة المدعومة من الغرب.

ويمنح مشروع خط الأنابيب الحكومة التي لا تعترف بها أي دولة، دورا استراتيجيا في التعاون الإقليمي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا الذي يشهد أزمة طاقة كبيرة. ورغم أنها لا تزال ترزح تحت وطأة عقوبات اقتصادية ومالية فرضها الغرب، تحاول أفغانسان حاليا إعادة إطلاق مشاريع طموحة وخصوصا في مجال الطاقة والمناجم والبنى التحتية.

في نهاية تموز/يوليو أعادت أفغانستان والصين رسميا إطلاق مشروع ضخم مشترك لاستخراج النحاس من ثاني أكبر منجم في العالم في كابول، بعد توقفه منذ 2008.

(فرانس برس)