قاد سهم شركة تصنيع رقائق الكمبيوتر "إنفيديا" ارتفاعات الأسهم الأميركية الخميس، لينهي مؤشر إس أند بي 500 التعاملات عند مستوى قياسي، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بما يقرب من 3%، في أفضل أيامه منذ شهر فبراير/ شباط الماضي.
وارتفع مؤشر إس أند بي بنسبة 2.11%، مسجلاً أفضل أداء له منذ يناير/ كانون الثاني 2023، وكانت الزيادة في مؤشر ناسداك الأكثر ازدحاماً بشركات التكنولوجيا، بنسبة 2.96%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 1.18%، رغم تسجيله إغلاقاً قياسياً هو الآخر.
وبعد إعلانها تحقيق نتائج أعمال مذهلة للربع الرابع من العام الماضي، ارتفع سهم شركة "إنفيديا" بأكثر من 16%، خلال تعاملات الخميس، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 785.75 دولارًا. وأضاف هذا المكسب نحو 270 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، وهو ما اعتبر أكبر مكسب للقيمة في يوم واحد في تاريخ سوق الأسهم، في أي بورصة في العالم.
وتوقعت "إنفيديا"، التي أصبحت واحدة من أكبر الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية، تحقيق إضافات كبيرة لإيراداتها خلال الربع الحالي، متجاوزة توقعات المحللين قبل يوم الأربعاء.
وشارك في حفلة ارتفاعات الخميس أغلب شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، حيث قفزت أسهم "ميتا" و"أمازون" بنسبة 3.9% و3.5% على التوالي، بينما أضافت أسهم كل من "مايكروسوفت"، و"نتفليكس" أكثر من 2% إلى قيمتيهما، خلال تعاملات اليوم.
وقال جيرالد بي. غولدبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة GYL Financial Synergies لشبكة "سي إن بي سي" الاقتصادية: "ما نشهده عاصفة إيجابية مثالية، استفادت من الريادة في الصناعة المهمة، مع حصة سوقية تبلغ 80%، وتوقعات إيجابية للنمو المستقبلي، في منطقة يمكن أن تغير الطريقة التي يعمل فيها العديد من القطاعات، لا قطاع التكنولوجيا فقط".
وأدت ثورة الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز الارتفاع المذهل في أسهم شركة "إنفيديا"، إلى جانب شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، خلال العام الماضي. ويمكن أن تؤدي نتائج الأعمال الرائعة في الربع الماضي إلى تعزيز الثقة في المجال الذي أفاد أغلب الشركات العاملة في السوق الأميركية.
وشهدت شركة أشباه الموصلات ازدهارًا تجاريًا بفضل شرائح GPU المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي تنتجها، والتي يمكن بيعها بسعر 40 ألف دولار. وأدى الطلب الهائل على رقائق الشركة، من عملائها الساعين لتوسيع أعمالهم في مجال الحوسبة السحابية، كشركات "مايكروسوفت"، و"ميتا"، و"أمازون"، إلى عجز كبير في المعروض، وهو ما لا ترى "إنفيديا" إمكانية لسدّه، على المدى القريب.
وأشار فيليب كولمار من شركة MRB Partners إلى أن الأسهم تستفيد من نموّ الأرباح والنشاط الاقتصادي الأكثر ثباتًا مما كان متوقعًا، إلا أنه أوضح أن "الأسهم قد تنخفض إذا نُظر للنمو الاقتصادي في نهاية المطاف، في ظل عوائد سندات أعلى".
وأكد كولمار أن ارتفاع السوق الذي تغذيه شركة "إنفيديا" لا يزال يحمل "خطرًا متأصلًا"، نظرًا للطبيعة الدورية لأسهم أشباه الموصلات.