أعلى نسبة تأخر سداد للأميركيين خلال عقد من الزمن... وجيل الألفية في المقدمة

06 فبراير 2024
إنفاق استهلاكي قوي بأميركا وتعثر في سداد مطالبات بطاقات الائتمان (Getty)
+ الخط -

تجاوزت حالات تأخر سداد استحقاقات بطاقات الائتمان وقروض السيارات مستويات ما قبل الوباء، لتسجل أعلى مستوياتها في أكثر من عقد من الزمن، وكان في مقدمة المتعثرين جيل الألفية، وذوو الدخل المنخفض.

وخلال الربع الرابع من عام 2023، وصلت ديون الأسر الأميركية إلى مستوى قياسي جديد، بلغ 17.5 تريليون دولار، بزيادة 1.2% عن الأشهر الثلاثة السابقة، وفقًا لأحدث تقرير ربع سنوي لبنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك حول ديون الأسر والائتمان، والذي صدر اليوم الثلاثاء.

وزادت أرصدة الديون في جميع أدوات الاقتراض المتاحة في السوق الأميركية، مع ارتفاع أرصدة بطاقات الائتمان بمقدار 50 مليار دولار لتصل إلى مستوى اسمي جديد بلغ 1.13 تريليون دولار. ولكن التقرير أشار إلى أنه عند التعديل في ضوء معدلات التضخم، فإن الأرصدة لم تتجاوز بعد المستويات التي شوهدت في عام 2008، الذي شهد تفاقم الأزمة المالية العالمية.

ويمكن أن تعزى الأرصدة المرتفعة إلى النمو السكاني، وزيادة الإنفاق عبر الإنترنت، وارتفاع تكلفة السيارات الجديدة والمستعملة، فضلاً عن النشاط الاستهلاكي الذي يعزز الاقتصاد. وعلى الرغم من أن ارتفاع مستويات الديون خلال الربع الرابع لا ينبغي أن يكون مفاجئًا، حيث يزداد عادة الإنفاق في فترات العطلات، وهو ما يؤدي إلى زيادة أرصدة بطاقات الائتمان، يقول باحثو بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك إنهم يراقبون عن كثب مدى تعثر الأميركيين في السداد.

وتتزايد الضغوط المالية في وقت أصبحت فيه الديون باهظة الثمن، مع الارتفاع الكبير في معدلات الفائدة المطبقة. ويتعين على الأميركيين، الذين أُثقل كاهلهم بالفعل على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات من التضخم المرتفع، أن يتعاملوا الآن مع أسعار الفائدة الأعلى في أكثر من عقدين من الزمن.

وقال ويلبرت فان دير كلاو، مستشار الأبحاث الاقتصادية في بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، في بيان: “إن معدلات التعثر في سداد مستحقات بطاقات الائتمان وقروض السيارات لا تزال ترتفع فوق مستويات ما قبل الوباء، وهذا يشير إلى زيادة الضغوط المالية، وخاصة بين الأسر الأصغر سناً، وذات الدخل المنخفض".

وخلال الربع الرابع من عام 2023، أصبحت نسبة 8.52% من أرصدة بطاقات الائتمان و7.69% من أرصدة قروض السيارات متأخرة عن السداد، ما يمثل أعلى المعدلات السنوية منذ الربع الثاني من عام 2011 والربع الرابع من عام 2010، حسبما تظهر بيانات بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك.

وقال باحثون من بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك إن معدلات التأخر في السداد بشكل عام لا تزال منخفضة نسبياً، مرجعين الفضل في ذلك "في الغالب إلى الانتظام في سداد قروض الرهن العقاري وقروض الطلاب".

وأوضح التقرير أن قروض الرهن العقاري، التي تشكل حصة الأسد من إجمالي الديون، تلقت الدعم من فئة المقترضين ذوي الجودة الأعلى، وطفرة إعادة التمويل في عصر الوباء. وكجزء من جهود إدارة بايدن لتخفيف ديون الطلاب، لن يتم الإبلاغ عن حالات التأخر في سداد قروض الطلاب إلى مكاتب الائتمان حتى وقت لاحق من هذا العام.

وفي حين أن معدلات التأخر في سداد قروض الطلاب قد تكون عند أدنى مستوياتها على الإطلاق، يعتقد باحثو بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك أن استئناف المدفوعات ساهم في زيادة الضغوط المالية، خاصة بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا.

وعلى هذا النحو، قد تسوء الأمور كثيرًا قبل أن تتحسن، حسبما قال مات شولز، كبير محللي الائتمان في شركة الإقراض "ليندنغ تري LendingTree"، لشبكة "سي أن أن" الإخبارية.

وقال: "على الرغم من أننا وصلنا إلى ذروة التضخم، إلا أنه وتأثيراته لم يختفوا، فلا تزال أسعار الفائدة مرتفعة، وحالات التأخر في السداد آخذة في التزايد، ولم يبدأ الكثير من الأشخاص في سداد قروضهم الطلابية بالكامل، لأنهم لم يضطروا بالضرورة إلى ذلك بعد".

وأضاف: "هناك أسباب كثيرة للاعتقاد بأن المستقبل القريب سيكون صعباً للغاية عندما يتعلق الأمر بالديون".

وقال "لكن مدى تفاقم الأمر سيعتمد على ما يحدث خلال الفترة الحالية، حيث يعمد الأميركيون عادة إلى كبح إنفاقهم في بداية العام، ويركزون على سداد ديون بطاقات الائتمان التي تراكمت عليهم خلال العطلات". وسيتم الإعلان عن أرقام الربع الأول في 7 مايو/أيار.

المساهمون