واصل مؤشر ناسداك للأسهم الأميركية تراجعه لليوم الخامس على التوالي، في أسوأ سلسلة خسائر متتالية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، بضغط من توقعات سعر الفائدة، بالإضافة إلى تغير رؤية العديد من محللي الأسهم، بعد الماراثون القوي الذي شهدته أسهم شركات التكنولوجيا، خلال العام المنتهي.
وبنهاية تعاملات يوم الخميس، خسر المؤشر المتخم بشركات التكنولوجيا 0.56%، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بما يقرب من ثلث النقطة المئوية، بينما كان مؤشر داو جونز الصناعي في المنطقة الخضراء، وإن بنسبة لا تتجاوز 0.03%.
وكان الخميس أيضاً رابع يوم من التراجعات لمؤشر إس أند بي 500، الأكثر شمولاً لقطاعات الاقتصاد الأميركي. واستهلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة باسم "العظماء السبعة"، تعاملات العام الجديد بتراجعات قوية، سيطرت عليها في أول ثلاثة أيام تداول من عام 2024.
و"العظماء السبعة" هم أبل، ومايكروسوفت، وألفابت المالكة لغوغل، وأمازون، وإنفيديا، وميتا بلاتفورمز، الشركة الأم لفيسبوك، وتسلا.
وخسرت القيمة السوقية الإجمالية لتلك الشركات نحو 350 مليار دولار، وسط تخوفات المستثمرين من استمرار تمسك بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بسياساته المتشددة، لفترات أطول مما انتظرت التوقعات.
وفي تعاملات الأيام الثلاثة الأخيرة، كان أداء شركة أبل، مصنعة الهواتف الذكية "آيفون"، والحواسب الآلية "ماك" ضعيفًا، وصاحبة أكبر قيمة سوقية في العالم، حيث أدت التقييمات المفرطة، وعدم اليقين بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه بنك الاحتياط الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، لتزايد قلق المستثمرين من أن الأسواق بالغت في تفاؤلها.
وانخفض سهم أبل بأكثر من 5% هذا الأسبوع، كان نصيب الخميس منها أكثر من 1%، في أعقاب تخفيض تصنيف بنك الاستثمار "بايبر ساندلر" تقييمه للشركة، وذلك بعد يومين من قيام "بنك باركليز" بخطوة مماثلة.
وجاء أداء الأسهم في الأيام الأولى من العام الجديد مخالفاً بصورة واضحة لما كان عليه الأمر في العام الماضي، والذي أنهاه مؤشر إس أند بي 500 على ارتفاع يزيد على 24%، وشهد فيه أطول سلسلة ارتفاعات أسبوعية منذ عام 2004.
وفي أوروبا، عوضت الأسهم بعض خسائرها اليوم الخميس، بعد أن بلغت أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع في الجلسة السابقة، متلقية دعماً من البنوك والمرافق، حيث قيم المستثمرون أحدث البيانات الاقتصادية في أنحاء القارة.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعاً 0.7%، بعد تراجعه على مدى يومين متتاليين، وملامسته أدنى مستوياته منذ 13 ديسمبر/كانون الأول أمس الأربعاء.
وفي سوق الطاقة، أغلقت أسعار النفط منخفضة يوم الخميس في جلسة متأرجحة، إذ ألقت زيادة أسبوعية ضخمة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير بظلالها على سحب أكبر من المتوقع من مخزونات الخام الأميركي.
وجرت تسوية خام برنت منخفضاً 66 سنتاً، بما يعادل 0.8% إلى 77.59 دولاراً، كذلك تحدد سعر التسوية للعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي على انخفاض 51 سنتاً، أو 0.7%، إلى 72.19 دولاراً.
وأدى انخفاض الطلب على الوقود والزيادات الكبيرة في المخزونات في البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى التأثير بالأسعار.
وارتفعت مخزونات البنزين الأميركية بمقدار 10.9 ملايين برميل إلى 237 مليون برميل، وهو أعلى ارتفاع أسبوعي لها في أكثر من 30 عامًا.