أدى العدوان البري والبحري والجوي الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم غربي صريح ومفتوح، إلى إحداث أضرار كارثية بالاقتصاد الفلسطيني وتدمير البنية التحتية على نطاق لم يسبق له مثيل في القطاع.
"رويترز" أجرت مسحاً سريعاً لأحدث التقديرات الصادرة عن المنظمات الدولية حول التأثير الاجتماعي والاقتصادي للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ عملية "طوفان الأقصى"، وخلصت إلى ما يلي:
1 - المساكن في غزة
بالنسبة لقطاع الإسكان، قال "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، نقلاً عن بيانات من وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، إن الهجمات الإسرائيلية دمرت أكثر من 41 ألف وحدة سكنية وألحقت أضراراً بأكثر من 222 ألف وحدة سكنية. وبالإجمال، تفيد أرقام الوزارة بأن ما لا يقل عن 45% من الشقق في غزة قد تعرضت لأضرار أو دمرت تماماً.
وكان من المستحيل التحقق من الأرقام بشكل مستقل، لكن مراسلي "رويترز" في غزة يقولون إن الدمار حاصل على نطاق واسع. كما نقلت الوكالة عن مراسل إسرائيلي نقله الجيش لتغطية بلدة بيت حانون في غزة الأحد الماضي، أنه "لم يبق سوى مبنى واحد صالح للسكن قائماً"، علماً أنه كان يعيش هناك أكثر من 52 ألف شخص قبل بدء عدوان الاحتلال.
2 - المستشفيات والمدارس في غزة
وفي تقرير صدر الأربعاء الماضي، قال "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" إن 279 منشأة تعليمية قد تضررت، أي أكثر من 51% من المجموع، مع عدم تمكن أي من طلاب غزة البالغ عددهم 625 ألفاً من الوصول إلى خدمات التعليم.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، حتى أمس الخميس، كانت 9 فقط من مستشفيات القطاع البالغ عددها 35 مستشفى تعمل جزئياً، في حين أن البقية أغلقت الخدمات الطبية الرسمية.
وأفاد المكتب بن 55 سيارة إسعاف في غزة تضررت، مع الإبلاغ عن نقص حاد في الأدوية ومشتقات الدم.
3 - المياه والنظافة في غزة
في هذا الصدد، أفادت "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا) أمس الخميس، بأنه بسبب نقص الوقود، فإن 70% من سكان جنوب غزة لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة.
وأوضحت الوكالة أن محطة تحلية مياه البحر في خانيونس، جنوباً، تعمل بنسبة 5% من طاقتها، بينما يعمل خطا أنابيب المياه القادمان من الاحتلال الإسرائيلي. وفي شمال المنطقة، لا تعمل محطة تحلية المياه وخط الأنابيب الإسرائيلي.
وقال مكتب التنسيق إن معظم مضخات الصرف الصحي في غزة، وعددها 65، كانت خارج الخدمة، إذ بدأت مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع في بعض المناطق.
4 - الأمن الغذائي في غزة
والمكتب نفسه أفاد بأنه لم يتم تشغيل أي مخابز في شمال غزة منذ 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح والأضرار الهيكلية، علماً أن آخر مطحنة عاملة في غزة دُمّرت يوم الأربعاء المنصرم. ووصف المكتب الوضع بأنه "كارثي".
5 - المساعدات الإنسانية لغزة
كان يدخل إلى قطاع غزة في المتوسط 500 شاحنة محملة بالأغذية والسلع يومياً قبل العدوان الإسرائيلي، لكن تم إيقاف جميع الواردات بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، ولم يتم استئنافها إلا في 21 أكتوبر/تشرين الأول. وبين ذلك الحين وحتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني، عبرت 1139 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة.
6 - الاتصالات في غزة
في 16 نوفمبر، توقفت خدمات الاتصالات في غزة بعد نفاد الوقود المستخدم لتشغيل المولدات. وقال مكتب التنسيق إن العديد من البنى التحتية للاتصالات في جنوب غزة تعرضت للقصف والتدمير في 14 نوفمبر.
كما أفاد المكتب بأن انقطاع التيار الكهربائي يعرض للخطر توفير المساعدة الإنقاذية لحياة المدنيين، حيث قالت "الأونروا" أنه بسبب انقطاع الاتصالات، لم تتمكن من إدارة أو تنسيق قوافل المساعدات الإنسانية منذ 17 نوفمبر.
7 - الأثر الاقتصادي للعدوان على غزة
وفي تقرير مشترك، قالت "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا" (الإسكوا) و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" UNDP، في 5 نوفمبر، إن نحو 390 ألف وظيفة فُقدت منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
لقد كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي في غزة سيئاً أصلاً بالفعل قبل العدوان بسبب الحصار منذ سنوات، حيث تشير التقديرات إلى أن معدل الفقر وصل إلى 61% في عام 2020.
وفي تقدير أولي، توقعت وكالات الأمم المتحدة أن يرتفع الفقر بنسبة تتراوح بين 20% و45%، اعتماداً على مدة العدوان. كما توقعت أن تكلف الحرب غزة ما بين 4% و12% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2023.
(رويترز، العربي الجديد)