تسبب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس، على مدى 23 يوما، بأضرار اقتصادية جسيمة، وقوّض القدرة الإنتاجية لعاصمة الاقتصاد الفلسطيني، حسب ما أكد للأناضول تجار ومسؤولون في المدينة الصامدة.
وتعد مدينة نابلس عاصمة الاقتصاد في الضفة الغربية، حيث تضمّ 4 مناطق صناعية وفيها 17 ألفا و113 منشأة اقتصادية، بحسب وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
وأغلقت إسرائيل كافة مداخل المدينة بسواتر ترابية وحواجز عسكرية، ما أعاق حركة المرور بشكلٍ كبير، حيث يمضي الفلسطينيون ساعات طويلة لعبور الحواجز بعد تفتيش دقيق وبطيء.
وبدأ الحصار في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن أعلنت جماعة "عرين الأسود" تنفيذ 5 عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين.
ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ظهرت المجموعة علنا في عرض عسكري بالبلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.
وجاء حصار نابلس وسط تصعيد ملحوظ وارتفاع وتيرة عمليات الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة منذ مطلع العام الجاري.
والخميس، أزالت إسرائيل كافة الحواجز العسكرية والسواتر الترابية عن مداخل نابلس وفتحتها بشكل كامل، وسط تخوف من السكان والتجار من إعادة الإغلاق مرة أخرى.
توقف الحركة التجارية
التاجر أحمد أبو حشيش يقول، لوكالة الأناضول، إن "نابلس عاشت حصارا خانقاً هدف إلى إضعاف المدينة اقتصاديا".
وأضاف: "هذا الحصار مرفوض، أثر بشكل كبير على التجار وعدد كبير من العائلات الفلسطينية التي تعمل في التجارة والخدمات وقطاعات النقل".
ويملك أبو حشيش متجرًا في شارع بلدة شرف الذي أغلق في حينه بالسواتر الترابية، ويقول: "هذا الشارع يخدم أربع محافظات هي نابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية، ومنه يمر أهالي الشمال نحو رام الله، وكان محطة استراحة ويشهد حركة تجارية نشطة".
أما التاجر عماد الخليلي فيقول: "عشنا أياما صعبة وكأن السوق يشهد منعا للتجول، فالحياة الاقتصادية تعطلت بشكل شبه كامل.. الحصار كبّدنا ديونا وأفقد عائلات مصادر رزقهم الأساسي".
ويقول مجاهد سلام، صاحب متجر لبيع الملابس: "21 يوما من الحصار.. بدت الأسواق فارغة، وهي أشبه بحصار انتفاضة الأقصى 2000".
وبيّن أن متاجر المدينة تعتمد على المتسوقين من البلدات والمدن الفلسطينية، ومن فلسطيني الداخل.
خسائر كبيرة
بدوره، قدر ياسين دويكات، الناطق باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس، الخسائر الاقتصادية بسبب الحصار بمئات ملايين الدولارات.
وقال دويكات، لوكالة الأناضول، إن "نابلس مدينة تجارية تعتمد على التجار والمتسوقين"، ووصف الحالة الاقتصادية بـ"السيئة جدا".
وبيّن أن الحصار منع المتسوقين من الوصول إلى نابلس، سواء من مدن وبلدات الضفة الغربية أو فلسطيني 48 (إسرائيل).
وشكلت تلك الحواجز، بحسب دويكات، معوّقا لحركة التجارة في نابلس، وقال: "بعض المصانع كانت تخرج 4 سيارات محملة بالبضائع للمدن الأخرى، تراجعت خلال الحصار إلى سيارة واحدة".
وأشار: "في نابلس أربع مناطق صناعية، وفيها تجار جملة، مصانع رئيسية، لذلك الخسائر كبيرة".
بدورها، قالت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، في بيان، إن فرض الحصار على نابلس أدى إلى تراجع القدرة الإنتاجية للمنشآت الاقتصادية إلى 50%.
وأوضحت أن تقييد الحركة أدى إلى تراجع الحركة التجارية بنسبة 60%، وأعاق مسار الحياة.
(الأناضول)