النقص الكبير في قطاع الشرائح الإلكترونية يدفع العديد من شركات السيارات لوقف خطوط إنتاج بعض الموديلات، كما يدفع أسعار أسهم شركات الرقائق للارتفاع بمعدلات قياسية.
ونصح مصرف "بنك اوف أميركا" الاستثماري الأميركي زبائنه بشراء أسهم شركات "الشرائح" أو "أشباه الموصلات". وقال البنك في مذكرة لزبائنه أمس الخميس، إن الاستثمار في أشباه الموصلات بات مربحاً، ووصف أشباه الموصلات بأنها أصبحت "سلعة حرجة".
ويعاني العالم من نقص كبير في إنتاج الشرائح الإلكترونية الكافية لتلبية الطلب العالمي المتزايد. وارتفعت أسهم شركات الرقائق في الأسواق العالمية، إذ ارتفع سعر سهم شركة "إيه أس أم أل" الهولندية للرقائق بنسبة 35% إلى 534.70 يورو حتى منتصف أمس الخميس، كما ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 30%.
وحسب تقارير بريطانية، تعتزم شركة "جاكوار لاند روفر" وقف الإنتاج بشكل مؤقت في اثنين من مصانعها الرئيسية في المملكة المتحدة بسبب نقص الرقائق، مما يبرز الصعوبات التي تواجهها صناعة السيارات العالمية في تأمين إمداداتها من أشباه الموصلات. وفي تصريح لصحيفة "الغارديان"، أكدت شركة "جاكوار" المتخصصة في القطاع الفاخر، أنها ستعلق الإنتاج لفترة محدودة في مصنعيها في "ويست ميدلاندز" و"ميرسيسايد" اعتباراً من الإثنين المقبل.
ومن المقرر أن يستمر الإغلاق لمدة أسبوع على الأقل، على الرغم من أن الشركة ستواصل مراقبة إمداداتها من الرقائق قبل الالتزام بتاريخ إعادة الفتح. وأثرت أزمة نقص أشباه الموصلات العالمية على نطاق واسع على أعمال العديد من الشركات منها "سوني" و"مايكروسوفت"، و"سامسونج" وعدد من مصنعي السيارات في أميركا.
وفي ذات الشأن، تتوقع "فولفو" حدوث مزيد من تعطل سلاسل التوريد لديها بسبب أزمة نقص أشباه الموصلات التي أجبرتها بالفعل على وقف الإنتاج. وأعلنت الشركة السويدية أمس الخميس، أنها لا تستبعد تعطل المزيد من الإنتاج لديها، بعدما حذرت في الشهر الماضي من أن الإنتاج قد يتوقف لمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع في الربع الجاري. كما حذرت "فولفو" من أن توقف الإنتاج قد يمتد إلى أجزاء أخرى في نشاط أعمالها، إذ تصنع الشركة أيضًا حافلات ومحركات للقوارب.
وحسب تصريحات نقلتها وكالة بلومبيرغ، قال المدير التنفيذي "مارتن لوندستيدت" إن سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات والمكونات الأخرى لا تزال غير مستقرة على نحو كبير، كما أن حالة عدم اليقين بشأن التطورات لا تزال مرتفعة، مشيراً إلى أن الشركة تعزز استعداداتها لزيادة الإنتاج كلما أمكن. وأعلنت الشركة ارتفاع الأرباح التشغيلية لديها بنحو 66% إلى 11.82 مليار كرونة سويدية (1.4 مليار دولار) في الربع الأول من العام الجاري.
وحذرت شركة "جنرال موتورز" من أن الأزمة الحاصلة في سلاسل توريد الرقائق، قد تخفض أرباحها لهذا العام بمقدار يتراوح بين 1.5 مليار وملياري دولار، بعدما اضطرت إلى إغلاق مصانع في كانساس وكندا والمكسيك، وتخفيض إنتاجها في كوريا الجنوبية.
كما أوقفت أيضًا شركة "فورد موتور" إنتاجها في مصنع واحد على الأقل، فيما خفضت شركتا "فولكس فاغن" و"أودي" الإنتاج. تحتوي السيارات والشاحنات الحديثة على العشرات من الرقائق، وهو رقم يزداد بفضل التوجه نحو السيارات المدعومة بالتكنولوجيا، أو التي يتم تصنيعها بمحركات كهربائية، وبحلول عام 2022، تقدر شركة "ديلويت" أن كل سيارة ستحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريبا، مقارنة بـ312 دولاراً في 2013.
وتعد ندرة الرقيقة المتحكمة، إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجهها شركات السيارات، وهي نوع من أشباه الموصلات تُستخدم لأشياء رئيسة مثل أنظمة التحكم في المحرك، وأكدت شركات الإنتاج الكبرى بالفعل وجود أزمة في توريد هذا المنتج.
وعلى عكس بعض المنتجات الأخرى، يمكن أن يستغرق تكثيف إنتاج الرقائق وقتاً طويلاً، وقال اتحاد "صناعة أشباه الموصلات"، إن التصنيع يأخذ شهوراً لتسليم طلب شركة السيارات شريحة، وبالنسبة للمعالجات الدقيقة الأكثر تقدماً، تحتاج أحيانًا لسنوات.
ويذكر أن النزاع التجاري بين بكين وواشنطن كان أحد أسباب ندرة الشرائح، إذ إن بعض الشركات الغربية المصنعة للشرائح انتقلت من الصين إلى تايوان ودول صغيرة في آسيا، ولكنها واجهت أزمة خسارة سلاسل الإمداد.