استمع إلى الملخص
- تواجه المكسيك تحديات سياسية واقتصادية، حيث لم يظهر مؤشر MSCI Mexico تقدمًا كبيرًا، رغم أن أسعار الأسهم فيها أغلى نسبيًا مقارنة بدول أخرى مثل جنوب أفريقيا والبرازيل وتركيا.
- تتضمن تناقضات تصنيف الأسواق الناشئة دولًا مثل كوريا الجنوبية وتايوان، بينما تنتظر الأرجنتين الانضمام، وقد يحقق الرهان على تعافي الأسواق الناشئة عوائد كبيرة للمستثمرين الجريئين.
في الوقت الذي تشير فيه صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أنّ آخر مرة كان أداء الأسواق الناشئة بهذا السوء لم يكن مصطلح "الأسواق الناشئة" قد تمّت صياغته بعد، يرى بعض المحللين أنّ الفرصة ربما تكون سانحة الآن لتحقيق مكاسب رائعة من الاستثمار في تلك الأسواق.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، حقق المؤشر القياسي لأداء أسهم الأسواق الناشئة الذي يديره بنك مورغان ستانلي متوسطاً يقل عن 4% سنوياً، مقارنة بحوالي 12% للأسهم العالمية، وأكثر من 15% للأسهم الأميركية. لكن عند التعمق في هذه الفئات العريضة، يتضح وجود شركات قادت ارتفاع المؤشرات، بينما كانت هناك شركات ضغطت على مؤشرات أخرى، وسبّبت تذيُّلَها القوائمَ العالمية.
وشكلت الشركات الأميركية حوالي 65% من القيمة السوقية لمؤشر MSCI All Country World Index للأسهم العالمية، بما في ذلك تسع من أكبر 10 شركات، في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول. أما مؤشر الأسواق الناشئة، فقد تعرّض لضغوط كبيرة منذ عام 2020 بسبب الصين، حيث أضعفت أزمة الإسكان والإجراءات الصارمة ضد شركات التكنولوجيا بقيادة الرئيس الصيني شي جينبينغ التقييمات. وكانت شركتا علي بابا وتينسنت من أكبر الشركات قيمة سوقية في العالم قبل أربع سنوات، قبل حملة القمع التكنولوجي.
وتقول "وول ستريت جورنال" إنه لو لم تشهد المكونات الصينية لمؤشر MSCI ارتفاعاً كبيراً في سبتمبر/ أيلول الماضي بسبب آمال التحفيز الاقتصادي، لكان الأداء العام في الأسواق الناشئة أسوأ. ومن جهة أخرى، اكتسبت الهند اهتماماً كبيراً من المستثمرين الأجانب والمحليين، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها ليست الصين، وأنها أصبحت ثالث أكبر وزن في مؤشر الأسواق الناشئة، رغم أنها تُعد أيضاً من بين الأسواق الأغلى عالمياً.
وفي العقد الأول من القرن الحالي، تفوقت الأسواق الناشئة على الأسهم في الأسواق المتقدمة مع ازدهار أسعار السلع الأساسية وتضرر السوق الأميركية من فقاعتي التكنولوجيا والعقارات. أما اليوم، فهي أرخص كثيراً باستخدام مفهوم مضاعف الربحية، وليس بسبب الصين فقط.
وقد يكون شراء صندوق مؤشر للأسواق الناشئة والرهان على تعافي الأداء استراتيجية جيدة، ومع ذلك، قد يتمكّن المستثمرون الأكثر جرأة من تحقيق مكاسب أكبر عبر البحث عن الفرص الأكثر جذباً للمستثمرين. وعلى سبيل المثال، تواجه المكسيك تحديات عديدة مثل استهدافها من قبل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ورئيسة المكسيك اليسارية المنتخبة حديثاً كلوديا شينباوم التي تواجه تحديات من كارتلات المخدرات والاحتجاجات ضد تغييرات القضاء. ورغم ذلك، لم يُظهر مؤشر MSCI Mexico أي تقدم تقريباً، حيث حقق عائداً سلبياً طفيفاً خلال العقد الماضي، وتبلغ نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة حوالي 10 أضعاف، وهي أقل من نظيرتها في نصف السوق الأميركية.
وتُعتبر أسعار الأسهم في المكسيك أغلى نسبياً مقارنة بدول مثل جنوب أفريقيا والبرازيل وتركيا، التي تراوح نسب السعر إلى الأرباح فيها بين 5 و9.8 أضعاف. وتواجه هذه الدول أيضاً مشكلات محلية كبيرة وقادة أساؤوا إدارة اقتصاداتها، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". لكن حتى البلدان ذات الإدارة السيئة قد تمتلك وعوداً طويلة الأجل وجاذبية قصيرة الأجل، مثل عائد الأرباح في البرازيل الذي يبلغ حوالي 6%، أي خمسة أضعاف نظيره في الشركات المكونة لمؤشر إس أند بي 500.
ويتمثل نهج آخر للمستثمرين الأذكياء في الأسواق الناشئة في قراءة التصنيفات وتجاهلها. فعلى سبيل المثال، تُعتبر كل من كوريا الجنوبية وتايوان من الأسواق الناشئة الرئيسية، رغم أنّ مواطنيها أغنى من البرتغال أو اليونان. وتمتلك هذه الدول شركات تكنولوجية متقدمة مثل TSMC وسامسونغ، وقوى عاملة متعلمة، وبنية تحتية ممتازة، مما يجعلها أقرب إلى اليابان، إحدى أكثر أسواق العالم تقدماً. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بسهولة وصول المستثمرين إلى الأسواق تمنع ترقيتها.
كما أن الاستبعاد من المؤشر قد يخلق تناقضات. فمثلاً، إسرائيل التي تُعد أغنى من بريطانيا أو فرنسا في ما يتعلق بمتوسط الدخل الفردي، كانت جزءاً من مؤشر الأسواق الناشئة حتى عام 2010، ثم أصبحت خارج دائرة الاهتمام لمعظم مديري الصناديق. واليوم، تُعتبر جزءاً صغيراً من مؤشر MSCI EAFE، رغم امتلاكها شركات رائدة عالمياً في قطاعات مثل التكنولوجيا والصحة، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
وهناك أيضاً أسواق أسهم تنتظر الانضمام إلى نادي الأسواق الناشئة بصورة رسمية، مثل الأرجنتين التي تم تخفيض تصنيفها إلى "وضع مستقل" منذ ثلاث سنوات، ورغم ذلك، حققت عائداً مذهلاً بالدولار يقارب 50% سنوياً على مدى السنوات الثلاث الماضية، مقارنة بالعائد السلبي لمؤشر الأسواق الناشئة.
ورغم أن هذه الاستراتيجية ليست مضمونة النجاح، لكن الرهان على تعافي الأسواق الناشئة المتهالكة قد يحقق عوائد كبيرة للمستثمرين الجريئين، على الرغم مما تحمله فترة رئاسة ثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من تهديدات لتلك الأسواق.