أسعار النفط آخذة في الارتفاع وسط تصاعد القلق على مستقبل أوبك+

24 نوفمبر 2020
صعود في أسعار النفط (Getty)
+ الخط -

يواصل سعر النفط ارتفاعه الثلاثاء مستفيداً من مجموعة من العوامل التي تدعم نمو الطلب، أبرزها الوصول إلى لقاحات تسيطر على انتشار فيروس كورونا، إلا أن غولدمان ساكس قال في مذكرة نشرتها رويترز إن ثمة قلقا متجددا بشأن مستقبل مجموعة أوبك+، فيما تحاول إعادة التوازن للسوق، في حين تضمن إيرادات وحصة أكبر على المدى المتوسط، وذلك في الوقت الذي يقترب فيه قرار المجموعة بشأن تخفيضات إنتاج النفط.

ومن المقرر أن تجتمع أوبك+، والتي تضم أعضاء من منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين، يومي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني والأول من ديسمبر/ كانون الأول، ومن المحتمل أن تناقش تمديد تخفيضات الإنتاج للعام المقبل نتيجة ضعف الطلب مع تزايد الإصابات بكوفيد-19.

وقال غولدمان ساكس "من المحتمل أن يزيد من تعقيدات الاجتماع سعي الإمارات لرفع مستوى الأساس لحصتها، الذي يبدو منخفضا مقارنة بالسعودية وروسيا، على الرغم من أننا لا نعتقد أنه سيخرج التمديد عن مساره".

ويتوقع البنك تحركا منسقا لتقييد الإنتاج كأفضل تحرك على المدى المتوسط حيال أسعار النفط، وذلك في ظل المستويات المرتفعة لاحتياطيات الخام، وموجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا التي أدت إلى إعادة فرض إجراءات عزل جزئية.

وتوقع غولدمان ساكس أن ترجئ أوبك+ زيادة الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر، ما سيسهم في عودة العجز في السوق إلى مليون برميل يوميا في الربع الأول من عام 2021، وأن يبلغ متوسط سعر الخام 47 دولارا للبرميل في الربع الأول، في حالة تمديد تخفيضات الإنتاج.

وصعدت أسعار النفط الخام في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، قرب أعلى مستوياتها في 8 أشهر، وفق تقرير رويترز، وبالتحديد منذ مارس/ آذار الماضي، مدفوعة بآمال اعتماد لقاحات لمواجهة فيروس كورونا.
كذلك، تحسنت الأسعار على وقع أسباب أخرى مرتبطة بتوترات في الشرق الأوسط، بالتزامن مع إقرار الرياض، الاثنين، بوقوع هجوم على محطة توزيع منتجات بترولية تتبع شركة أرامكو في مدينة جدة.
وقال المتحدث باسم قيادة التحالف السعودي الإماراتي العقيد تركي المالكي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الهجوم "استهدف إمدادات وأمن الطاقة العالمي".
وقفزت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، تسليم يناير/ كانون الثاني، بنسبة 1.15 بالمئة أو 52 سنتا إلى 46.57 دولارا للبرميل.كما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، تسليم يناير/ كانون الثاني، بنسبة 1 بالمئة أو 45 سنتا إلى 43.48 دولارا للبرميل.
وتعيد الهجمات الأخيرة ما حصل منتصف سبتمبر/ أيلول 2019، بشأن تعرض منشآت لأرامكو السعودية إلى هجمات أفقدت المملكة إمدادات بأكثر من 5 ملايين برميل يوميا. 

وفي السياق، قالت شركة إنتاج النفط الروسية لوك أويل، اليوم الثلاثاء، إنها تحولت إلى تحقيق ربح 50.4 مليار روبل (664 مليون دولار) في الربع الثالث بفضل ارتفاع أسعار النفط، في حين رفعت إنتاج النفط في روسيا والعراق.

تضررت لوك أويل من تداعيات الجائحة، فضلا عن انخفاض قيمة الروبل، لتتضخم ديونها المقومة بعملات أجنبية. كما قلص اتفاق عالمي لخفض إمدادات النفط إنتاج الشركة. وأنهت الشركة الربع الثاني بخسارة 18.7 مليار روبل.

وقالت الشركة اليوم إنها بدأت زيادة الإنتاج من حقل غرب القرنة 2 في العراق منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول بحوالي 30 ألف برميل يوميا، بعد أن خفضته بنحو 70 ألف برميل من مايو/ أيار وبواقع 50 ألف برميل من منتصف يونيو/ حزيران، امتثالا للاتفاق. وشرحت الشركة أيضا أنها رفعت إنتاجها في روسيا.

وأعلنت الشركة أيضا أن مبيعاتها زادت إلى 1.46 تريليون روبل في الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول، مقارنة مع 986.4 مليار روبل في الفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو/ حزيران.

وأفادت مذكرة للعملاء بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، اطلعت عليها رويترز، بأن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) عدلت آلية التسعير المستخدمة لتعويض المشترين عن التقلبات في كثافة صادرات الخام بدءا من شحنات 2021.

جاء ذلك عقب إعلان سومو عزمها إطلاق درجة ثالثة من خام التصدير، يطلق عليها خام البصرة المتوسط، في يناير/ كانون الثاني عن طريق فصل الإنتاج الحالي لخام البصرة الخفيف إلى درجتين.

وستبلغ الكثافة النوعية لخام التصدير البصرة الخفيف الجديد 33 درجة على مقياس معهد البترول الأميركي بعد الفصل، في حين سيكون ثقل خام البصرة المتوسط 29 درجة. ويبلغ ثقل خام البصرة الثقيل الحالي، الذي بدأت سومو تسويقه في 2015، 24 درجة حسب مقياس المعهد.

وستعوض سومو مشتري خامي البصرة الخفيف والمتوسط بأربعين سنتا للبرميل عن كل درجة كاملة أقل في كثافة الخام وفقا لمعايير معهد البترول الأميركي. ويحصل مشترو خام البصرة الثقيل على 60 سنتا للبرميل عن كل درجة أقل في الشحنة من الكثافة النوعية المحددة لها من المعهد.

وبلغت صادرات العراق من خام البصرة نحو 2.77 مليون برميل يوميا في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.

المساهمون