رفعت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، اليوم الأربعاء، أسعار المحروقات من جديد لتتخطى غالبية المواد عتبة المليون ليرة، وذلك على ضوء تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ56 ألف ليرة، وتوقف أصحاب محطات المحروقات وموزعي الغاز عن العمل.
وارتفع سعر صفيحتي البنزين 95 أوكتان 47 ألف ليرة و98 أوكتان 48 ألف ليرة، والمازوت 48 ألف ليرة، والغاز 30 ألف ليرة، لتصبح الأسعار على الشكل الآتي، بنزين 95 أوكتان 1005000 ليرة، بنزين 98 أوكتان 1030000، المازوت 1055000، والغاز 643000 ليرة.
وأقفلت محطات الوقود، صباح الأربعاء ورفعت خراطيمها، كما أعلنت نقابة موزعي قوارير الغاز بالجملة والمفرق ومستلزماتها في لبنان التوقف عن توزيع القوارير ابتداءً من اليوم بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، والذي يتجاوز السعر الذي كان معتمدا في جدول وزارة الطاقة أمس الثلاثاء.
وطالبت النقابة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال بإصدار جدول تركيب الأسعار بالدولار أو ما يعادله عند الشراء من السوق الموازية، ما يجنب الموزع الوقوع في مشكلة الصرف وتقلب الأسعار المفاجئ، وعندها يصبح إصدار جدول تركيب الأسعار يومين في الأسبوع على سعر السوق النفطي العالمي فقط.
وقالت في بيان أمس، إنه "على ضوء تفلت سعر صرف الدولار الأميركي وعدم قدرة موزعي الغاز على الاستمرار في العمل بهذه الطريقة التي تسبب خسائر فادحة في قطاع توزيع الغاز، خصوصاً أن هذا القطاع يغطي 85% من حاجات السوق المحلية لهذه المادة الحيوية والأساسية، وبما أن بيع الغاز للمستهلك يتم بالليرة اللبنانية وفقاً لجدول تركيب الأسعار، ما يؤدي إلى تكبد خسائر كبيرة على عاتق الموزع عند شراء الدولار من السوق الموازية بسبب تقلب الأسعار الجنوني، بالتالي لا يمكن الاستمرار بتحمل هذه الخسائر بشكل متواصل، عدا عن فوضى التسعير وضياع المواطن والموزع على حد سواء".
في السياق، عادت التحركات إلى الشارع اللبناني، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، لكن بشكل خجول جداً، وذلك تنديداً بالتحليق الكبير والسريع لسعر صرف الدولار، وانعكاسات الارتفاع على جميع البضائع والسلع الغذائية التي باتت تحتسب على سعر الصرف في السوق السوداء بعد رفع الدعم عنها، وسط شكاوى من عشوائية في التسعير، وتخطي التسعيرة بأكثر من عشرة آلاف ليرة لبنانية، بذريعة التقلبات السريعة للدولار، فيما يستغل التجار "شحّ" الرقابة من قبل أجهزة الدولة لتحقيق أرباح طائلة.
وشهدت الطرقات في عددٍ من المناطق اللبنانية، أمس الثلاثاء، قطعاً من قبل محتجين على ارتفاع سعر صرف الدولار والمحروقات والغلاء المعيشي الذي يضرب قدرتهم الشرائية ويجعلهم عاجزين عن الوصول إلى أبسط مقومات الصمود والعيش، من طبابة ودواء وغذاء وغيرها من الحاجات الأساسية.
كما نفذ عددٌ من المحتجين وجمعية صرخة المودعين تحركاً، اليوم الأربعاء، أمام مقرّ مصرف لبنان في بيروت، تنديداً بالسياسات المالية والنقدية للبنك المركزي واستمراره في احتجاز أموال المودعين وإصدار تعاميم تفاقم معاناة المواطنين وتخدم التجار وأصحاب الأموال.