أسعار الغذاء في سورية ترتفع أكثر من 300% خلال عام 2023

17 ديسمبر 2023
أسعار الغذاء في سورية تشهد ارتفاعات كبيرة (Getty)
+ الخط -

يستجمع السوريون قواهم لمواجهة موجة الغلاء المستمرة في أسعار الغذاء في سورية بوتائر أعلى طيلة عام 2023 الآيل للأفول، بعد أن زادت بالمجمل العام، بنسبة تجاوزت 300%، بحسب الاقتصادي علي الشامي (اسم مستعار) من دمشق.

ويؤكد الشامي، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، اليوم الأحد، أنّ تضخم أسعار الغذاء في سورية هذا العام هو الأعلى منذ مطلع الثورة عام 2011، كما أنّ التراجع بسعر العملة السورية هو الأكبر، "إذ دخلت الليرة العام الجاري بنحو 6 آلاف مقابل الدولار، وها هي تقفل العام على أكثر من 14 ألف ليرة، الأمر الذي ضاعف الأسعار ثلاث مرات خلال عام، وأكثر من 40 ضعفاً منذ عام 2011، وقت لم يزد سعر الدولار عن 50 ليرة سورية"، وفقاً لقوله.

ويعطي الاقتصادي السوري السكر، الذي بلغ سعر الكيلو منه اليوم 16 ألف ليرة، والأرز الذي تعدى 35 ألفاً، كمؤشر للسلع المستوردة، في حين بلغ سعر صحن البيض(30 بيضة) 65 ألف ليرة، وليتر المازوت 13 ألف ليرة، معتبراً أنّ "الطامة الكبرى هي بأسعار الدولار التي ارتفعت ثلاث مرات خلال العام، لتزيد نسبة الزيادة عن 300%".

وتشير مصادر من دمشق إلى أنّ ارتفاع أسعار اللحوم ومشتقات الألبان، تراوح بين 250% و300% خلال العام الجاري، بعد أن سجل سعر كيلو الحليب اليوم 7500 ليرة، واللبن (زبادي) 9000 ليرة، وتعدى سعر كيلو اللبنة 35 ألف ليرة، وزاد سعر كيلو الجبنة على 70 ألف ليرة.

وطاول الغلاء، بحسب المصادر الخاصة من دمشق، أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بنسب أعلى من الألبان، بعد أن سجل سعر كيلو الفروج 55 ألف ليرة في حين سجل مطلع العام نحو 16 ألفاً، فيما وصلت أسعار اللحوم الحمراء (خروف دون دهن) إلى نحو 210 آلاف ليرة، بزيادة تجاوزت الـ300%.

أسعار الغذاء في سورية ترتفع والنظام يواصل تصدير الخضر والفاكهة

وقفزت في المقابل، أسعار الخضر والفواكه أكثر من 150% خلال عام، بعد عودة التصدير، ووصفها عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق سابقاً، محمد العقاد، خلال تصريحات لصحيفة "الوطن" بأنها "جيدة وبأفضل حالاتها وخصوصاً الفواكه، ولاسيما إلى السعودية".

وأضاف أنّ تصدير الخضر والفواكه السورية إلى دول الخليج بازدياد، مشيراً إلى أنّ "لدينا 40 براداً يومياً تذهب للخليج وخاصة السعودية"، مقدّراً حجم الصادرات خلال الأسبوع الواحد بنحو 5 آلاف طن من الخضر والفواكه.

ويقول الاقتصادي السوري محمد حاج بكري، إنّ حكومة بشار الأسد "تسعى للدولار فقط لستر عورة شح الموارد"، مذكّراً بتوصيات اللجنة الاقتصادية وقرارات حكومة الأسد بتصدير زيت الزيتون لموسم 2022 -2023 واستمرار تصدير الخراف والفاكهة، رغم تراجع الإنتاج.

ويضيف حاج بكري، لـ"العربي الجديد"، أنّ عام 2023 هو الأسوأ معيشياً على السوريين، وبمناطق سيطرة النظام تحديداً، إذ تزيد تكاليف المعيشة عن 5 ملايين ليرة في حين الدخل لا يتجاوز 200 ألف، متوقعاً المزيد من ارتفاع الأسعار وتخلي الدولة وسحب الدعم عن بقية السلع العام المقبل، وفق أرقام الموازنة التي أقرها مجلس الشعب أخيراً.

وكان مجلس الشعب السوري قد أقرّ، الأسبوع الماضي، الموازنة العامة للدولة بقيمة 35500 مليار ليرة سورية، موزعة على 26500 مليار ليرة للإنفاق الجاري و9000 مليار ليرة للإنفاق الاستثماري، في حين زاد إجمالي العجز في الموازنة عن 9404 مليارات ليرة، بدعم اجتماعي قدره 0.54 مليار دولار، ما يعني أنها تقلصت فعلياً عن قيمة الدعم بموازنة عام 2023 بحدود -43.9%".

وسبق لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن حذر من أن معدلات الجوع في سورية بلغت مستويات قياسية، في بلد ينهشه نزاع دام، ويرافقه انهيار اقتصادي ومالي مزمن.

وقال البرنامج، في بيان سابق، إنه بعد نحو 12 عاماً على اندلاع النزاع "لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما 2.9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع"، ما يعني أنّ 70% من السوريين "قد يكونون غير قادرين قريباً على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم".

المساهمون