ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة تصل إلى 24 بالمائة بعد إصدار شركة "غازبروم" لبيان أعلنت فيه تعليق عمليات تسليم الغاز إلى بولندا وبلغاريا اعتبارا من اليوم الأربعاء، لأنها لم تتلق أي مدفوعات منهما منذ 1 إبريل/ نيسان.
وغرد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية على تويتر صباح الأربعاء قائلا إن منظمته "تقف بحزم مع بولندا".
Gazprom unilaterally cutting gas supplies to Bulgaria & Poland today makes it clearer than ever that Europe needs to move quickly to reduce its reliance on Russian energy@IEA strongly supports Poland & Bulgaria as they respond to this latest weaponization of energy supplies
— Fatih Birol (@fbirol) April 27, 2022
وأضاف وفقا لوكالة "أسوشييتد برس" أن "خطوة غازبروم لوقف إمدادات الغاز عن بولندا تماما علامة أخرى على تسييس روسيا للاتفاقيات القائمة، ما سيؤدي فقط إلى تسريع الجهود الأوروبية للتخلي عن إمدادات الطاقة الروسية".
يأتي الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز مع ارتفاع حرارة الطقس في أوروبا، ما يقلل من الطلب على الغاز الطبيعي لتدفئة المنازل والشركات.
قرار وقف الإمدادات
وأوقفت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم اليوم الأربعاء، إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بسبب عدم سداد البلدين مدفوعات الوقود بالروبل، في أقوى رد حتى الآن من الكرملين على العقوبات المشددة التي فرضها الغرب بسبب غزو أوكرانيا.
وبولندا وبلغاريا هما أول دولتين يتم قطع إمدادات الغاز عنهما من قبل المورد الرئيسي لأوروبا منذ غزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير /شباط وأودى بحياة الآلاف وتسبب في تشريد الملايين وأثار مخاوف من نشوب صراع أوسع.
وقالت غازبروم في بيان وفقا لوكالة "رويترز" إنها "علقت بالكامل إمدادات الغاز إلى بولغارغاز (بلغاريا) وبي.جي.إن.آي.جي (بولندا) بسبب عدم سداد المدفوعات بالروبل". كما حذرت غازبروم من أن عبور الغاز عبر بولندا وبلغاريا إلى أوروبا سيتوقف إذا تم الاستيلاء عليه بصورة غير قانونية.
وقالت وارسو وصوفيا إن وقف الإمدادات يعد خرقا للعقد من جانب غازبروم أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تدفع الدول الأوروبية ثمن الغاز بالروبل بعد أن جمّد الغرب الأصول الروسية وعزل موسكو إلى حد كبير عن النظام الاقتصادي الغربي بسبب الحرب في أوكرانيا.
وطالب بوتين الدول التي يصفها بأنها "غير صديقة" بالموافقة على خطة تفتح بموجبها حسابات في غازبروم بنك وتسدد مدفوعات واردات الغاز الروسي باليورو أو بالدولار الذي يمكن تحويله إلى روبل.
وقالت غازبروم: "يجب سداد مدفوعات الغاز الذي تم توريده اعتبارا من أول إبريل بالروبل باستخدام تفاصيل المدفوعات الجديدة، والتي تم إبلاغ الأطراف المعنية بها في الوقت المناسب".
وأكدت بولندا مرارا أنها لن تدفع مقابل الغاز الروسي بالروبل وتعتزم عدم تمديد عقد الغاز مع غازبروم بعد أن ينتهي في نهاية هذا العام.
وينقل خط أنابيب يامال-أوروبا الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بولندا، على الرغم من أنه كان يعمل في معظم الوقت بصورة عكسية هذا العام، حيث كان ينقل الغاز شرقا من ألمانيا، كما أن بلغاريا هي بلد عبور إمدادات الغاز إلى صربيا والمجر.
وقال وزير الطاقة البلغاري ألكسندر نيكولوف إن بلاده دفعت تكاليف شحنات الغاز الروسي لشهر إبريل /نيسان وإن وقف إمدادات الغاز سيكون خرقا لعقدها الحالي مع غازبروم.
وأضاف نيكولوف: "لأننا نفذنا جميع الالتزامات التجارية والقانونية، فمن الواضح أنه في الوقت الحالي يتم استخدام الغاز الطبيعي كسلاح سياسي واقتصادي في الحرب الحالية".