أسعار الذهب والنفط تواصل الارتفاع مع استمرار تراجع الدولار

20 يناير 2023
يتجه مؤشر الدولار الأميركي لتسجيل ثاني انخفاض أسبوعي له على التوالي (Getty)
+ الخط -

يستمر الذهب في جني مكاسب أسبوعية هي الخامسة على التوالي مع قرب نهاية التداولات اليوم الجمعة، كما يسجل النفط أداء متميزا نسبيا بحصد أرباح للأسبوع الثاني.

لقد استقرت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، لكنها تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، إذ عزز ضعف الدولار والآمال في إبطاء رفع أسعار الفائدة الأميركية جاذبية المعدن الأصفر الذي يمثل ملاذا آمنا.

وبحلول الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش، أفادت "رويترز" باستقرار سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 1930.04 دولارا، مرتفعا 0.5% خلال الأسبوع، بعدما سجلت الأسعار أمس الخميس 1935.2 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ إبريل/نيسان 2022. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 1931.5 دولارا.

وبحسب استطلاع أجرته "رويترز"، من المتوقع أن ينهي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) دورة التشديد النقدي بعد رفع قدره 25 نقطة أساس في كل من اجتماعي السياسة التاليين، ثم يبقي أسعار الفائدة ثابتة على الأرجح لبقية العام على الأقل. ومع انخفاض أسعار الفائدة، الذي يعني عوائد أقل من أصول مثل السندات الحكومية، قد يفضل المستثمرون الذهب.

سجلت أونصة الذهب، أمس الخميس، 1935.2 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ إبريل/نيسان 2022

وقال براين لان، العضو المنتدب في "غولد سيلفر سنترال" ومقرها سنغافورة، إن "هناك مؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة تتجه على الأرجح إلى الركود، وهذا سيفيد الذهب"، بعدما أظهرت بيانات يوم الأربعاء، انخفاض مبيعات التجزئة الأميركية بأكبر قدر خلال عام، مما يضع الاقتصاد الكلي على مسار نمو أضعف.

ويرى معظم الاقتصاديين في استطلاع أجرته "رويترز"، أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سينهي دورة التشديد النقدي بعد رفع قدره 25 نقطة أساس في كل من اجتماعيه التاليين لتحديد السياسة، ثم سيبقي أسعار الفائدة ثابتة على الأرجح لبقية العام على الأقل.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك جون ويليامز، أمس الخميس، إن البنك المركزي الأميركي سيقر المزيد من رفع أسعار الفائدة، وإنه يرى علامات على أن الضغوط التضخمية ربما بدأت في التراجع من مستوياتها بالغة الارتفاع. وعبّر بعض مسؤولي البنك المركزي الأميركي الآخرين عن دعمهم لتحول نزولي في وتيرة رفع أسعار الفائدة.

توقعات بأن يُنهي البنك المركزي الأميركي دورة التشديد النقدي، بعد رفع قدره 25 نقطة أساس في كل من اجتماعيه التاليين

وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 23.94 دولارا. ونزل البلاتين 0.1% إلى 1032.25 دولارا، وهبط البلاديوم 0.3% إلى 1748.28 دولارا، بينما يتجه كلا المعدنين لتسجيل أسبوع ثان من الانخفاض. 

توجه أميركي لإنهاء دورة التشديد النقدي يعزز أداء النفط

وفي سوق البترول، صعدت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وسط تفاؤل بأن يُنهي البنك المركزي الأميركي دورة التشديد النقدي، مما يعزز الاقتصاد ويدعم الطلب على الوقود. وبحلول الساعة 01:13 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت تسليم مارس/ آذار 48 سنتا، بما يعادل 0.6%، إلى 86.64 دولارا، فيما زادت أسعار الخام الأميركي 54 سنتا إلى 80.87 دولارا، بزيادة 0.7%.

ويتجه خاما القياس لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. وأغلق كلاهما مرتفعا بنسبة 1% أمس الخميس، بالقرب من أعلى مستويات إغلاق لهما منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول.

في الوقت نفسه، يتجه مؤشر الدولار لتسجيل ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، علما أن ضعف الدولار يجعل النفط الخام، المسعر بالعملة الأميركية، أرخص للمشترين في الخارج.

ومما دعم الأسعار أيضا، ارتفاع الطلب الصيني على النفط بنحو مليون برميل يوميا إلى 15.41 مليون برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني عن الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ فبراير/شباط، وذلك وفقا لأحدث أرقام الصادرات التي نشرتها مبادرة البيانات المشتركة (جودي).

وفي السياق، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أمس الخميس، إن أسواق الطاقة قد تشهد نقصا في الإمدادات في 2023 جراء انتعاش الاقتصاد الصيني والصعوبات التي تواجه صناعة النفط الروسية في ظل العقوبات.

صعود الأسهم اليابانية والأوروبية

وفي سوق الأسهم، محا المؤشر نيكاي الياباني خسائره المبكرة ليغلق على ارتفاع اليوم الجمعة، إذ تعززت المعنويات بارتفاع العقود الآجلة الأميركية بعد خسائر وول ستريت الليلة الماضية وكذلك تراجع الين. وأنهى نيكاي الجلسة مرتفعا 0.56% إلى 26553.53 نقطة بعدما كان قد انخفض 0.3% في وقت سابق من اليوم على أثر خسائر وول ستريت. وسجل المؤشر زيادة أسبوعية 1.66%.

وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.59% إلى 1926.87 نقطة، وصعد 1.25% خلال الأسبوع.

يأتي ذلك بعدما أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية منخفضة الليلة الماضية، بعدما أشارت بيانات إلى شح في سوق العمل جددت المخاوف من أن يواصل مجلس الاحتياطي الاتحادي مساره للرفع الشديد لأسعار الفائدة مما قد يؤدي بالاقتصاد إلى الركود.

وقال سييتشي سوزوكي، كبير محللي سوق الأسهم في معهد توكاي طوكيو للأبحاث، إن "الأسهم اليابانية قوية مقارنة بأداء وول ستريت الضعيف خلال الليل"، مضيفا: "يبدو أن المستثمرين يراهنون على ارتفاع وول ستريت في الجلسة المقبلة.. كما أدى ضعف الين إلى تحسن المعنويات".

كذلك، ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، إذ يقيم المستثمرون المتفائلون التأثير المحتمل لعطلة رأس السنة القمرية الجديدة، التي تستمر أسبوعاً، بعد أن رفعت الصين القيود المفروضة للحد من تفشي كورونا، لكن المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي واصلت تقويض المعنويات.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 08:13 بتوقيت غرينتش مدفوعا بأسهم قطاعي البنوك والصناعات.

المساهمون