قفزت أسعار الأرز في آسيا إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عاماً، وسط مخاوف متزايدة بشأن الإمدادات العالمية من الغذاء الأساسي، خاصة في ظل تهديد الطقس الجاف الإنتاج في تايلاند، فضلاً عن حظر الهند بعض الصادرات.
وصعد الأرز الأبيض التايلاندي (المكسور 5%)، وهو معيار آسيوي، إلى 648 دولاراً للطن، وفق بيانات من رابطة مُصدِّري الأرز التايلاندي، أمس الأربعاء. وبهذا الصعود، تصل زيادة الأسعار إلى ما يقرب من 50% على مدار عام مضى، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
يعتبر الأرز عنصراً حيوياً للوجبات الغذائية لمليارات الأشخاص في آسيا وأفريقيا، وقد يؤدي صعود الأسعار إلى زيادة الضغوط التضخمية وارتفاع فواتير الاستيراد على المشترين.
ويأتي آخر تهديد للإمدادات من تايلاند، ثاني أكبر مُصدِّر للأرز، حيث تشجع الحكومة المزارعين على التحوّل إلى المحاصيل التي تحتاج إلى كميات أقل من المياه، إذ تستعد الدولة لظروف مناخية أكثر جفافاً مع ظهور ظاهرة النينيو. إذ انخفض معدل هطول الأمطار التراكمي في منطقة النمو المركزية الرئيسية 40% عن المعدل الطبيعي، وبالتالي جاءت خطوة الحد من الزراعة بهدف الحفاظ على المياه للأسر. وكانت الحكومة قد طلبت في السابق من المزارعين جني محصول واحد فقط هذا العام.
من جهة أخرى، وسَّعت الهند، في يوليو/تموز الماضي، حظر التصدير لحماية الإمدادات المحلية، مما أثار مشتريات بدافع الخوف والتخزين في بعض البلدان. وأدت القيود إلى تفاقم المخاوف بشأن النقص العالمي وسط الاستهلاك المتزايد.
ويمثل تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي أكثر من نصف كمية الأرز المُعدَّة للتصدير في الهند. وتنتج الدولة أكثر من 40% من صادرات هذه السلعة عالمياً.
ووفق بيانات حديثة صادرة عن وزارة الزراعة الأميركية، قفز استهلاك الأرز خلال العام 2022 - 2023 إلى 517 مليون طن مقابل نحو 461 مليون طن في عام 2021 - 2022.
وأشارت البيانات إلى أن الهند أكبر مصدر للأرز إلى العالم بكميات تبلغ 22.5 مليون طن تليها تايلاند بـ8.5 ملايين طن، وفيتنام بـ7.5 ملايين طن، وباكستان بـ6.3 ملايين طن، والولايات المتحدة بـ2.1 مليون طن.
ويؤدي ارتفاع الأسعار إلى تفاقم الضغوط في أسواق الغذاء العالمية التي تأثرت بالطقس القاسي وانخفاض إمدادات الحبوب من منطقة البحر الأسود بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.