استمع إلى الملخص
- يحتوي كل كيلومتر مربع من المساحات المصابة على نحو 45 مليون جرادة، مما يجعل الوضع خطيرًا، ودعا مبارك الحكومتين المتنازعتين إلى التدخل السريع وتوفير الموارد اللازمة لمكافحة الجراد.
- الجراد الصحراوي يهدد الأمن الغذائي في ليبيا، حيث أصيبت نحو مليوني شجرة نخيل، والحل المثالي هو رش المبيدات بالطائرات، لكن عدم توفر التقنية يعقد المهمة.
قال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي صلاح مبارك، في حديث لـ"العربي الجديد" إن ضعف التمويل من ميزانية الطوارئ تسبّب في خسائر كبيرة بالمحاصيل الزراعية في المنطقة الجنوبية وبعض المناطق الغربية من ليبيا. وأشار إلى أن أسراب الجراد وصلت إلى مناطق بغرب البلاد، مثل بني وليد وترهونة، كما وردت بلاغات عن انتشار الجراد في مدينة الخمس. وذكر أن هذه الأسراب تلتهم كل ما يعترض طريقها، سواء أكان نباتًا أخضر أم يابسًا، وتتحرك بسرعة تصل إلى 100 كيلومتر في الساعة.
وأضاف مبارك أن السلطات الحكومية تلقت بلاغات عن أسراب الجراد الأفريقي المهاجر منذ شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، إلا أن الاستجابة كانت محدودة بسبب نقص الإمكانات المتاحة. وبيّن أن الخسائر شملت نحو 2 مليون نخلة في منطقة تازربو، بالإضافة إلى خسارة 200 هكتار في سبها جنوب ليبيا، و600 هكتار من الأراضي الزراعية في منطقة تراغن، حيث تضررت محاصيل كالقمح والشوفان وبعض المحاصيل الحقلية الأخرى
وأوضح مبارك أن كل كيلومتر مربع من المساحات المصابة يحتوي على نحو 45 مليون جرادة. وحول التعويضات، أشار إلى أن منسقي الزراعة في البلديات يعملون على حصر الخسائر المالية، واصفًا هذا الغزو بالأسوأ الذي تشهده ليبيا منذ سنوات. وأعرب عن قلقه من عجز الدولة عن التصدي لهذه الحشرة بسبب ضعف الإمكانات، إذ أدى اجتياح أسراب الجراد إلى تدمير المحاصيل وإلحاق أضرار بالغطاء النباتي. وشددد على تفاقم الوضع وتزايد المساحات المصابة، داعيًا الحكومتين المتنازعتين في الشرق والغرب إلى التدخل السريع وتوفير الموارد اللازمة، مثل الآلات والسيارات والمبيدات، لمكافحة هذا الوباء.
وأوضح مبارك أن الجراد الصحراوي بلغ الآن مرحلة الحشرة الكاملة، القادرة على التزاوج ووضع البيض في ظروف بيئية ملائمة، مما يجعل الوضع أكثر خطورة. ودعا الحكومة إلى توفير تأمين صحي للعاملين والمهندسين والفنيين الذين يتعاملون مع المبيدات الكيميائية التي تشكّل خطرًا على صحة الإنسان، وتوفير كافة وسائل الحماية لهم.
يُشار إلى أن الجراد الصحراوي يُعدّ من أكبر التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي في العديد من الدول، بما في ذلك ليبيا، حيث يتغذى على المحاصيل الزراعية ويتسبب في أضرار واسعة للإنتاج الزراعي. وقد هاجمت أسراب الجراد عدة بلدات جنوب ليبيا، خاصة في سبها وتراغن وتازربو وبراك الشاطئ، بالإضافة إلى مدينتي ترهونة وبني وليد. وأطلق المزارعون نداءات استغاثة لإنقاذ محاصيلهم ومصادر رزقهم مع تزايد أعداد الجراد. ووثّق ليبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أعدادًا هائلة من الجراد تجتاح مساحات واسعة من أشجار النخيل والنباتات الخضراء
بدوره، أعلن صلاح مبارك، في بيان، أن نحو مليوني شجرة نخيل أصيبت بوباء الجراد. وأشار إلى تفاقم الوضع وزيادة المساحات المصابة في ظل نقص الإمكانات المخصصة لمكافحة هذا الوباء، مناشدًا الحكومتين في الشرق والغرب بالتدخل العاجل. ورغم أن الحل المثالي لوقف زحف الجراد نحو الأراضي الزراعية يتمثل في رش المبيدات باستخدام الطائرات، إلا أن عدم توفر هذه التقنية في ليبيا يعقد مهمة القضاء عليه، ويرجح أن تزداد المساحات المتضررة.
وصرف المركز الوطني للمكافحة الجراد الصحراوي حتى نهاية شهر سبتمبر /أيلول الماضي 3.17 ملايين دينار (نحو 660 ألف دولار) منها 2.8 مليون دينار رواتب وفق بيانات مصرف ليبيا المركزي.
(الدولار= 4.8 دنانير ليبية)