"أسبيدس" البريطانية تدرس إنقاذ الناقلة سونيون في البحر الأحمر

28 اغسطس 2024
‏ناقلة النفط سونيون، البحر الأحمر 24 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية "أسبيدس" في البحر الأحمر**: تدرس "أسبيدس" اتخاذ إجراءات وقائية بعد الهجوم على ناقلة النفط "إم في سونيون" قبالة سواحل اليمن، مع تأكيد عدم وجود تسرب نفطي.

- **الهجمات المتكررة على السفن في البحر الأحمر**: تعرضت "سونيون" للهجوم كجزء من سلسلة هجمات استهدفت سفن تديرها شركة "دلتا تانكرز" اليونانية، مع إعلان الحوثيين مسؤوليتهم.

- **التصعيد العسكري في البحر الأحمر**: منذ نوفمبر 2023، استهدفت جماعة الحوثي سفن شحن إسرائيلية، وردت واشنطن ولندن بشن غارات، مما دفع الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمة "أسبيدس" لحماية السفن التجارية.

نقلت رويترز عن ‏مصدر مطلع اليوم الأربعاء قوله إن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر (أسبيدس) تدرس اتخاذ إجراءات وقائية منها قطْر ناقلة النفط إم في سونيون التي تعرضت لهجوم في الآونة الأخيرة قبالة سواحل اليمن. وقالت "أسبيدس" اليوم الأربعاء إنه لا يوجد أي تسرب نفطي في منطقة الناقلة سونيون، مضيفة أن ناقلة النفط التي ترفع علم اليونان لا تزال راسية ولم تنجرف.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قالت أمس الثلاثاء إن النيران ما زالت مشتعلة في ناقلة النفط الخام وإن النفط يتسرب منها فيما يبدو. وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن طرفاً ثالثاً حاول إرسال قاطرتين للمساعدة في إنقاذ "سونيون"، لكنّ الحوثيين هددوا بمهاجمتهما. وأضاف إن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.

والناقلة سونيون هي ثالث سفينة تديرها شركة دلتا تانكرز، مقرها أثينا، تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر. وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، الخميس الماضي، إن سفينة قريبة رصدت تصاعد الدخان من المياه بعد مشاهدة حريق في البحر الأحمر على بعد نحو 58 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء الصليف باليمن، في واقعة ربما تكون مرتبطة بتدمير زورق مسير. وأضافت أمبري أنه "كانت هناك زوارق معادية مأهولة ومسيرة تعمل في المنطقة". وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في خطاب بثه التلفزيون إن "الجماعة هاجمت الناقلة لأسباب، منها انتهاك شركة دلتا تانكرز قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة".

وقبلها بيوم، استُهدفت سفينة أخرى في البحر الأحمر، حيث أعلنت وكالة "يو كاي أم تي أو" البريطانية للأمن البحري أن ثلاث قذائف أصابت سفينة تجارية على بعد 77 ميلاً بحرياً قبالة مدينة الحديدة الساحلية اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ما أدى إلى نشوب حريق على متنها وفقدان محركها. ونقلت الوكالة عن ربان السفينة قوله إن "السفينة أصيبت بقذيفتين غير محددتي النوع قبل أن تصيبها قذيفة ثالثة"، لافتة إلى أن "السفينة مقيدة الحركة ولا أنباء عن وقوع إصابات". 

وباشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات تضامناً مع غزة، التي تواجه حرب إبادة إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مؤكدة العزم على مواصلة عملياتها حتى إنهاء الحرب على القطاع. ورداً على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن، مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على ما تقول إنها مواقع للحوثيين باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها اعتبار كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، مع توسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي.

وفي 19 فبراير/ شباط 2024 ‏أعلن الاتحاد الأوروبي انطلاق مهمة بحرية أوروبية باسم "أسبيدس" لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. ورغم أن المهمة البحرية الأوروبية منفصلة عن الهجمات التي تشنها واشنطن ولندن، فإن هناك تنسيقا يجري بينها طوال الوقت.

ووقع أكبر تسرب نفطي مسجل في تاريخ الشحن البحري في 19 يوليو/تموز 1979، عندما اصطدمت ناقلتا نفط، الأطلنطي إمبريس والإيجيان كابتن، قبالة سواحل ترينيداد وتوباغو خلال عاصفة استوائية، ما أدى إلى تسرب حوالي 287,000 طن (حوالي 2.1 مليون برميل) من النفط الخام إلى البحر. ويعتبر هذا التسرب من أهم التسربات النفطية، ليس فقط بسبب حجم النفط المتسرب، ولكن أيضًا بسبب الضرر البيئي الشديد الذي تسبب فيه في المنطقة. وأسفر الحادث وقتها أيضاً عن وفاة 26 من أفراد طاقم الأطلنطي إمبريس، التي انفجرت لاحقًا وغرقت، مما جعله حادثًا مأساويًا وكارثيًا بيئيًا في تاريخ الشحن البحري.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون