أسبوع عصيب للروبل الروسي وسط تمدد متحورات جديدة لكورونا

27 نوفمبر 2021
متحورات كورونا تضرب العملة الروسية (Getty)
+ الخط -

أنهى الروبل الروسي الأسبوع بتراجع سعر صرفه إلى أدنى مستوى منذ إبريل/نيسان الماضي، حيث بات الدولار يقترب من مستوى 76 روبلاً للدولار الواحد في تعاملات بورصة موسكو بحلول نهاية الأسبوع.  

وجاء تراجع الروبل بالتزامن مع ورود أنباء من جنوب أفريقيا عن اكتشاف حالات الإصابة بمتحور "أوميكرون" الجديد من فيروس كورونا، الذي قد يكون له عدد كبير من المتحورات.  

وفي هذا الإطار، تعتبر نائبة رئيس مركز "ألباري" للتحليل والمعلومات، ناتاليا ميلتشاكوفا، أن عملات الأسواق الناشئة، مثل الروبل الروسي والليرة التركية، لن تستقر إلا بعد انتهاء جائحة كورونا، التي تلقي بظلالها على القطاعات الحيوية، مثل السياحة والسفر والطلب على الوقود والنفط. 

وتقول ميلتشاكوفا، في حديث لـ"العربي الجديد": "سيتكرر مثل هذه المواقف بين الحين والآخر، ما لم تنتهِ جائحة كورونا. أثر اكتشاف سلالة جديدة بأسعار النفط والأسواق الناشئة، وقد يؤدي إلى حالات جديدة لفرض نظام الإغلاق وقيود على حركة الطيران، ويقلل الناس من حركة السفر. وحدث آخر تهاوٍ للروبل في خريف عام 2020، حين لامس الدولار عتبة الـ80 روبلاً".  

وعلى خلفية ظهور السلالة الجديدة، قررت روسيا فرض قيود على دخول الأجانب المقيمين في هونغ كونغ وجنوب أفريقيا وبوتسوانا وليسوتو، وغيرها من الدول الأفريقية، كذلك وُجِّهَت الهيئة الفدرالية الروسية لحماية المستهلك "روس بوتريب نادزور" ووزارة النقل بإجراء اختبارات كورونا للروس القادمين من هذه الدول. 

وعن رؤيتها للخطوات التي قد تتخذها السلطات المالية الروسية لدعم الروبل وخفض وتيرة التضخم، تضيف ميلتشاكوفا: "من المتوقع أن يرفع المصرف المركزي الروسي سعر الفائدة الأساسية من 7.5 في المائة إلى 8 أو 8.5 في المائة قبل نهاية العام، مسترشدة بمعدل التضخم عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني الذي أوشك على الانتهاء. ومن المرجح أن يواصل المصرف المركزي رفع سعر الفائدة الأساسية حتى منتصف العام المقبل، كذلك فإن هذه السياسات لن تقتصر على الدول الناشئة، حيث صدرت تلميحات إلى عزم الاحتياطي الفدرالي الأميركي على رفع أسعار الفائدة أيضاً".  

وفي هذه الظروف غير المستقرة، تنصح الخبيرة المالية الروسية أصحاب المدخرات بتوزيعها بين الدولار وعملات الدول الناشئة للاستفادة من أسعار الفائدة المتجهة إلى الارتفاع، وذلك بالمناصفة في الحالة الروسية، أو بنسبة 75 للدولار و25 في المائة لليرة في تركيا، التي قررت خفض أسعار الفائدة بدلاً من رفعها.  

ومن أجل حماية مدخرات محدودي الدخل، اقترح المصرف المركزي الروسي، في منتصف الأسبوع المنصرم، استحداث حسابات خاصة ذات أسعار فائدة مرتبطة بمستوى التضخم أو سعر الفائدة الأساسية.

يذكر أن المصرف المركزي الروسي بدأ، منذ مارس/آذار الماضي، برفع سعر الفائدة الأساسية تدريجاً، لتصل إلى 7.5 في المائة حالياً، مقابل 4.25 في المائة فقط في بداية العام، مرجعاً قراراته إلى تنامي مخاطر التضخم بعد تعافي النشاط الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا. 

المساهمون