مع قرب نهاية تداولات الأسبوع الجاري يتجه النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية بأكثر من 6%، والذهب بنحو 2%، بينما سجّلت الأسهم الأوروبية والصينية مكاسب قوية، مقابل أرباح يابانية طفيفة، في حين أن مؤشر الدولار في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.
في التفاصيل، تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، لكنها في طريقها لتحقيق مكاسب بأكثر من 6% هذا الأسبوع، على خلفية مؤشرات قوية على نمو الطلب في الصين؛ أكبر مستورد للنفط الخام، وتوقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية بوتيرة أقل حدة.
وانخفضت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 17 سنتاً، أو 0.2%، إلى 83.86 دولاراً بحلول الساعة 01:19 بتوقيت غرينتش، في حين هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 12 سنتاً، أو 0.2%، إلى 78.27 دولاراً.
وقفز برنت 6.7% حتى الآن هذا الأسبوع، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 6.2%، معوضين معظم خسائر الأسبوع السابق.
المحلل في "آر بي سي" مايكل تران كتب في مذكرة للعملاء "بالنظر إلى التركيز على أمن الطاقة، نتوقّع أن تستمر الواردات الصينية في الارتفاع، خاصة في الوقت الذي لا يزال فيه تخزين النفط الخام يمثل أولوية استراتيجية ويزداد فيه نشاط التكرير".
وفي إشارة مشجعة أخرى، قال محللو "إيه إن زد" إن مؤشر الازدحام الذي يغطي 15 مدينة صينية بها أكبر عدد من عمليات تسجيل السيارات ارتفع 31% عن الأسبوع السابق.
وأضافوا في مذكرة "مستويات حركة السير على الطرق في الصين تواصل الانتعاش من مستويات منخفضة قياسية بعد تخفيف قيود كورونا".
كذلك تعزّزت أسعار النفط بتراجع الدولار إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر تقريباً، بعد أن أظهرت البيانات انخفاض التضخم في الولايات المتحدة لأول مرة في عامين ونصف، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سوف يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة.
ويؤدي ضعف الدولار عادة إلى زيادة الطلب على النفط، لأنه يجعل السلعة أرخص للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
أونصة الذهب
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، لتتجه نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومةً بضعف الدولار وتوقعات برفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ.
وارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1898.57 دولاراً عند الساعة 02:34 بتوقيت غرينتش. وارتفعت أسعاره 1.8% حتى الآن هذا الأسبوع. أما العقود الأميركية الآجلة للذهب فصعدت 0.1% إلى 1899.6 دولاراً.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 23.79 دولاراً، بينما ارتفع البلاتين 0.1% إلى 1068.79 دولاراً، في حين انخفض البلاديوم 0.6% إلى 1780.91 دولاراً. وتتجه المعادن الثلاثة جميعها نحو تسجيل انخفاض أسبوعي.
الدولار وأسعار المستهلكين الأميركيين
مؤشر الدولار في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. ويجعل ضعف الدولار الذهب أكثر جاذبية للمشترين في الخارج.
وأظهرت بيانات أمس الخميس أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعت للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف في ديسمبر/ كانون الأول، مما يعطي الأمل بأن التضخم بات في اتجاه نزولي مستدام.
محلل المعادن في "ماركس" إدوارد مائير قال: "يصعد الذهب عادة عندما يرتفع التضخم. لكننا نرى الذهب يواصل الارتفاع على الرغم من تباطؤ التضخم لأن السوق تتطلع إلى انخفاض الدولار وزيادة أقل في أسعار الفائدة".
وأضاف: "تواجه الأسعار بعض المقاومة حول مستوى 1900 دولار، لذلك ربما لن تستمر في الارتفاع، بل قد يكون هناك بعض عمليات البيع عند هذه المستويات".
ويُنظر إلى المعدن الأصفر على أنه وسيلة تحوط من التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدرّ عائداً.
أسواق الأسهم
وفي بورصات الأسهم، ارتفعت الأوروبية اليوم الجمعة، لتقترب من أعلى مستوياتها في 9 أشهر، بدعم من صعود أسهم شركات الرعاية الصحية ونمو الاقتصاد البريطاني على غير المتوقع في نوفمبر/ تشرين الثاني، مع ترقب المستثمرين نتائج أعمال كبرى البنوك الأميركية.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش، كما صعد المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4% بعدما أظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني حقّق نمواً 0.1% في نوفمبر.
وتتجه الأسهم الأوروبية لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، في بداية تبعث على التفاؤل لشهر يناير/ كانون الثاني والعام الجديد، وذلك بعد أن أشارت بيانات إلى تباطؤ التضخم في منطقة اليورو والولايات المتحدة، ما قد يسمح للبنوك المركزية بإبطاء وتيرة التشديد النقدي.
وتقود أسهم شركات التكنولوجيا شديدة التأثر بأسعار الفائدة وأسهم شركات التجزئة المكاسب منذ بداية العام، بزيادة 13% و14.4% على الترتيب، وذلك بعدما عانى القطاعان في 2022 الذي شهد مخاوف من تباطؤ اقتصادي ورفع أسعار الفائدة.
وفي طوكيو، هبط المؤشر نيكاي الياباني بأكثر من 1% اليوم الجمعة، ليسجل أول خسائره في آخر 6 جلسات، وتسبب في أكثر من ثلثي التراجع سهم "فاست ريتيلينغ" مالكة "يونيكلو".
والأسهم اليابانية تحت ضغط أيضاً من ارتفاع الين إلى أعلى مستوى في 7 أشهر، إذ يراهن المتعاملون على أن يتبنى بنك اليابان المركزي مزيداً من التعديل في سياسته في اجتماع الأسبوع المقبل، وذلك بعد أقل من شهر من التوسيع المفاجئ لنطاق العائد المسموح به على السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات.
وأنهى نيكاي جلسة اليوم منخفضاً 1.25%، بما يعادل 330.3 نقطة إلى 26119.52 نقطة. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً منخفضاً 0.27% إلى 1903.08 نقاط.
وتمكن نيكاي من الصمود على أساس أسبوعي ليحقق مكاسب أسبوعية بلغت 0.56%، بعد أن انخفض لأربعة أسابيع متتالية قبل ذلك. وحقق توبكس ارتفاعاً أسبوعياً 1.46%، وهو أيضاً أول مكسب أسبوعي له في 5 أسابيع.
ولامس الين أقوى مستوى له مقابل الدولار منذ 31 مايو/ أيار عند 128.44. واستفادت أسهم القطاع المالي من التكهنات، إذ قفز المؤشر الفرعي للبنوك في بورصة طوكيو 2.98%.
وفي بكين، أغلق المؤشر الرئيسي للصين الجمعة، عند أعلى مستوياته في 4 أشهر، حيث واصل المستثمرون الأجانب شراء الأسهم الصينية للجلسة الثامنة، وسط تفاؤل بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم على وشك التعافي القوي في حقبة ما بعد الوباء.
وأنهى مؤشر CSI 300 الصيني الممتاز التداول مرتفعاً 1.4%، ليسجل أعلى مستوى منذ 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1%. وهكذا ارتفع CSI 300 بنسبة 2.3% خلال الأسبوع ، مسجّلاً مكاسب أسبوعية ثالثة على التوالي.