أعادت نتائج الأعمال السيئة التي أعلنها بنك "فيرست ريببليك" أمس إلى الأذهان أزمة البنوك التي عانت منها الأسواق الأميركية الشهر الماضي، فشهدت أسواق الأسهم تراجعاً جماعياً، فقد خلاله مؤشر داو جونز الصناعي 345 نقطة، بينما بقي قطاع البنوك مجدداً في مهب الريح، بتأثير مخاوف امتداد الأزمة إلى لاعبين آخرين في الاقتصاد الأكبر في العالم.
وخلال تعاملات ثاني أيام الأسبوع، مثلت النقاط التي فقدها المؤشر الأشهر في العالم أكثر من 1% من قيمته، وخسر مؤشر إس آند بي 500 أكثر من 1.5% من قيمته، بينما اقتربت خسارة مؤشر ناسداك من 2%، عشية الإعلان عن نتائج أعمال الربع الأول من العام لشركتي مايكروسوفت وألفابيت، الشركة الأم لمحرك البحث الشهير غوغل.
وفقد سهم بنك "فيرست ريببليك" أكثر من 50% من قيمته خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مسجلاً سعر 7.92 دولارات، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق، تاركاً العديد من علامات الاستفهام حول الكيفية التي يمكنه بها تجنب الانهيار، بعد خسارة حوالي 40% من ودائعه خلال الربع الأول من العام، وخسارته أكثر من 90% من قيمته خلال العام الأخير.
وكان بنك "فيرست ريببليك" تحت منظار مستثمري الأسهم الأميركية خلال الشهرين الأخيرين، بعد أن زاد قلق المستثمرين من مواجهته مصير بنكي سيليكون فالي وسيغنيتشر، اللذين تسبب إغلاقهما في أزمة للقطاع برمته الشهر الماضي.
وتراجعت أسواق الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء بعد عدة جلسات من التداول الحذر، لينهي مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم منخفضاً بنسبة 0.4%، تاركاً معظم القطاعات في المنطقة الحمراء.
وتراجعت أسهم التعدين 2.9% وأسهم البنوك 2% في حين تراجعت أسهم الإنشاءات 1.1%.
وخالفت أسهم شركات السفر والترفيه الاتجاه العام، مرتفعةً بنسبة 0.5%، مدفوعة بنتائج أعمال قوية من مجموعة الفنادق والمطاعم في المملكة المتحدة "ويتبريد"، رفعت أسهمها بنسبة 4.6%، حيث قالت الشركة إن الأرباح كانت أعلى من مستويات ما قبل الوباء، وأعلنت إعادة شراء أسهم بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (374 مليون دولار). كما ارتفعت أسهم شركات الرعاية الصحية 0.7%.
وكانت أرباح الشركات في بؤرة الاهتمام، مع ظهور نتائج الربع الأول قبل بدء تعاملات اليوم الرسمية. وسجلت مجموعة "يو بي إس" المصرفية السويسرية انخفاضاً في صافي الأرباح بنسبة 52%، بينما ارتفعت أرباح بنك سانتاندير خلال نفس الربع. وأغلقت أسهم كلا البنكين على انخفاض، حيث قام المستثمرون بتقييم الصورة الاقتصادية الأوسع.
وتراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، بعدما حققت مكاسب على مدى جلستين، وذلك في ظل تعارض الرؤى المتعلق بالتوقعات الاقتصادية العالمية، وارتفاع الدولار، مع تفاؤل المستثمرين إزاء ارتفاع الطلب في الصين وتوقعات انخفاض مخزونات الخام الأميركية.
وارتفع الدولار تزامناً مع تزايد المخاوف المتعلقة بنتائج الشركات والتوقعات الاقتصادية العالمية. ويجعل ارتفاع سعر الدولار النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين حائزي العملات الأخرى، وقد يعكس تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت دولاراً واحداً، أي ما يعادل 1.2%، إلى 81.73 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 77 سنتاً إلى 77.99 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين بما يزيد على 1% أمس الإثنين.