أعلن بنك إنجلترا، اليوم، عن مزيد من الإجراءات لضمان الاستقرار المالي في المملكة المتحدة، بناءً على تدخله في سوق السندات طويلة الأمد.
وأكد أنه سيقدم مزيداً من الإجراءات لضمان "نهاية منظمة" لخطة الشراء الخاصة به في 14 أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك زيادة حجم مزاداته اليومية لإتاحة المجال أمام عمليات الشراء قبل الموعد النهائي يوم الجمعة المقبل.
وفي بيان هذا الصباح نشرته "ذا غارديان" البريطانية، قال البنك إنه سيتخذ ثلاثة "إجراءات إضافية" لتوسيع نطاق تدخله، حيث يستعد لإنهاء دعمه الطارئ.
وشهد هذا الدعم الطارئ وعد البنك بشراء ما يصل إلى 65 مليار جنيه إسترليني من السندات البريطانية طويلة الأجل، بما يصل إلى 5 مليارات جنيه إسترليني في اليوم. حتى الآن، اشترت فقط حوالي 5 مليارات جنيه إسترليني، بعد أن هدأت حالة الذعر في السوق التي أدت إلى انخفاض أسعار السندات.
ولكن مع انتهاء هذا الدعم يوم الجمعة، يتعهّد البنك بزيادة الحد الأقصى لحجم المزاد، إلى ما يصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني في اليوم. ويمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على الاستقرار المالي هذا الأسبوع، ومنع أسعار السندات من الانهيار، ودفع صناديق التقاعد المدفوعة بالاستثمار (LDI) إلى دوامة خطيرة مرة أخرى.
وأعلن البنك عن برنامج الشراء الطارئ، بعد أن تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له الشهر الماضي، بعد أن تأثرت العملة البريطانية بعوامل محلية، إثر إعلان الحكومة البريطانية خطة لخفض الضرائب وزيادة الاقتراض، الأمر الذي ضغط على الإسترليني بجانب قوة الدولار مما أدى إلى تراجعه بشكل كبير.
وتأتي هذه القرارات بعد أن قرر بنك إنجلترا الخميس 22 سبتمبر، رفع سعر الفائدة الأساسي 50 نقطة أساس إلى 2.25 بالمائة من 1.75 بالمائة، إذ يسعى لمكافحة التضخم الذي لا يزال أعلى بخمس مرات من هدفه. وكانت هذه الزيادة هي السابعة على التوالي وهي أعلى مستوى للفائدة منذ عام 2008.
ورغم انخفاض التضخم في المملكة المتحدة بشكل طفيف في أغسطس عند 9.9 بالمائة على أساس سنوي، ظل أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2 بالمائة.
وحتى الآن، أجرى البنك 8 مزادات يومية، يعرض شراء ما يصل إلى 40 مليار جنيه إسترليني.
كما أطلق بنك إنجلترا مخططاً مؤقتاً لمساعدة البنوك البريطانية على تخفيف ضغط السيولة على صناديق معاشات التقاعد المدفوعة بالمسؤولية (LDI)، والتي اضطرت لبيع الأصول عندما تراجعت أسعار السندات الحكومية البريطانية.
وقال البنك إنه أيضاً "على استعداد" لمساعدة صندوق المعاشات من خلال "عمليات إعادة الشراء المفهرسة طويلة الأجل". وسيسمح ذلك أيضاً باقتراض الأموال من بنك إنجلترا مقابل تسليم الأصول كضمان.
في الأسبوع الماضي، أوضح نائب محافظ بنك إنجلترا، السير جون كونليف، لأعضاء البرلمان أن بعض صناديق التقاعد اقتربت من الانهيار وسط هبوط "غير مسبوق" في أسواق السندات الحكومية البريطانية بعد ميزانية كواسي كوارتينغ المصغرة.
يأتي إعلان هذا الصباح في الوقت الذي يستعد فيه أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا لمواجهة أسئلة مكثفة في واشنطن هذا الأسبوع، حيث تُعقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ويتساءل صناع القرار والمستثمرون في جميع أنحاء العالم، وكذلك في المملكة المتحدة، عما إذا كان سيكون هناك مزيد من اضطرابات السوق بمجرد انتهاء برنامج شراء السندات الخاص بالبنك يوم الجمعة.