قفزت أرباح شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، إلى ما يقارب 88 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنحو 47.18 مليار دولار في الفترة نفسها العام الماضي، بزيادة بلغت نسبتها 86.3 بفضل ارتفاع أسعار النفط على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت الشركة في بيان، اليوم الأحد، إنها شهدت أيضاً زيادة في الأرباح بنسبة 90.2% في الربع الثاني من العام، مسجلة 181.16 مليار ريال (48.4 مليار دولار) مقابل 95.5 مليار ريال (25.5 مليار دولار) في الربع الثاني من 2021. كما ارتفعت الأرباح الصافية في الربع الثاني بنسبة 22.7% بالمقارنة مع الربع الأول من العام.
ويشكّل الإعلان استمراراً للأخبار السارة للاقتصاد السعودي، الأكبر في الشرق الأوسط، الذي سجّل نمواً بنحو 12% في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، هو الأسرع منذ عقد بفضل عائدات قطاع النفط.
وعزت الشركة القفزة المسجلة في الأرباح إلى "ارتفاع أسعار النفط الخام، وزيادة الكميات المبيعة، وارتفاع هوامش أرباح قطاع التكرير". وواصلت الشركة تحقيق أرباح فصلية قياسية للربع الثاني توالياً بعد أرباح قدرها 39.5 مليار دولار في الربع الأول.
أعلى أرباح منذ نهاية 2019
وتعد هذه الأرباح الفصلية الأعلى منذ طرح 1.7% من أسهم الشركة في البورصة في أكبر اكتتاب عام في العالم في أواخر عام 2019، وتجاوزت توقعات المحللين البالغة 46.2 مليار دولار.
وقال رئيس "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر "برغم استمرار تقلبات الأسواق العالمية، وحالة عدم اليقين القائمة، تؤكد الأحداث التي شهدها النصف الأول من هذا العام نظرتنا بأن مواصلة الاستثمار في قطاع الطاقة ضرورية من أجل المساعدة في ضمان استمرارية إمداد الأسواق بشكلٍ جيد، وتسهيل عملية التحوّل المنظم للطاقة".
وأضاف الناصر "نتوقع أن يستمر نمو الطلب على النفط لبقية العقد الجاري، رغم الضغوط الاقتصادية السلبية على التوقعات العالمية في المدى القصير".
وبلغ سعر سهم أرامكو 40.8 ريالاً (10.9 دولارات) عند بدء التداول في البورصة السعودية، اليوم. ووزعت الشركة العملاقة أرباحاً بقيمة 18.8 مليار دولار على المساهمين في الربع الأول وستدفع القيمة ذاتها في الربع الثاني أيضاً.
النفط قاطرة النمو
وفي مايو/أيار الماضي، أطاحت الشركة النفطية السعودية بمجموعة التكنولوجيا الأميركية العملاقة "آبل"، أغلى شركة في العالم في القيمة السوقية، قبل أن تتراجع لتصبح ثانية.
وتعد أرامكو، "درة تاج" المملكة، إحدى الركائز لتمويل مشروع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الطامح لتنويع مصادر اقتصاد بلاده المرتهن للنفط.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت "أرامكو" أنها سجلت زيادة في صافي أرباحها السنوية في 2021 بنسبة 124% مقارنة بعام 2020 حين ضربت جائحة كورونا اقتصادات العالم.
وحققت السعودية نمواً في عائدات الربع الثاني من موازنتها بنسبة 49% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بفائض يبلغ نحو 21 مليار دولار، على ما أعلنت وزارة المالية مطلع أغسطس/آب الجاري. وجاء هذا الارتفاع الكبير مدفوعاً بزيادة قدرها 89% في العائدات النفطية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
واستفادت السعودية من ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، كما قاومت أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم طلبات الدول الغربية لزيادة إنتاج الذهب الأسود في مسعى لكبح أسعاره.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي في السعودية بنسبة 7.6% في عام 2022، وفق صندوق النقد الدولي.
وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، أكدت السعودية والإمارات التزامهما بتحالف "أوبك +" النفطي الذي تقوده الرياض وموسكو، في تأكيد على استقلالية الرياض وأبو ظبي المتزايدة عن حليفتهما واشنطن، وفق وكالة فرانس برس.
وكان النفط على أجندة اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة المملكة منتصف يوليو/تموز الماضي، لكنّ الزيارة انتهت دون اتفاق على زيادة الإنتاج.
ومطلع الشهر الجاري، اتفق ممثلو الدول الثلاث عشرة الأعضاء في أوبك بقيادة الرياض، وشركاؤهم العشرة بقيادة موسكو، على زيادة متواضعة جداً للإنتاج، "بمقدار 100 ألف برميل يومياً خلال سبتمبر/أيلول المقبل.
وانخفضت أسعار النفط بنحو 30 دولاراً للبرميل منذ الأسعار القياسية المسجلة في يونيو/ حزيران الماضي، مع الزيادة التدريجية في الإنتاج، لكنّها بقت حول 100 دولار للبرميل.