كلفت شركة أرامكو السعودية، بنك الاستثمار الأميركي "مويلس آند كو" بوضع استراتيجية لبيع حصص في بعض الشركات التابعة، بهدف جمع نحو 10 مليارات دولار لتدبير موارد مالية في ظل تراجع عائدات النفط بسبب هبوط الأسعار عالمياً.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن الأمر يتعلق ببيع حصة في خطوط أنابيب مملوكة لعملاق النفط السعودي. ورفض "مويلس آند كو" التعليق على ما ذكرته المصادر، كما لم تستجب أرامكو لطلبات التعليق عبر البريد الإلكتروني، وفق الوكالة.
وتتطلع السعودية إلى محاكاة أبو ظبي المجاورة، من خلال استخدام شركة الطاقة الحكومية لجمع مليارات الدولارات من المستثمرين، حيث تسعى المملكة للحصول على السيولة لمواجهة الركود الحاد، وفق بلومبيرغ.
ولعب "مويلس آند كو" دوراً استراتيجياً كبيراً في مساعدة شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على جمع أكثر من 15 مليار دولار خلال العام الجاري، حيث باعت، أسهما في ذراع بيع الوقود بالتجزئة وحقوق التأجير للعقارات وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
وتعمل الأسعار الرخيصة للنفط على جرّ الموارد المالية للدول الخليجية إلى الهبوط بشكل حاد، حيث كشف تقرير لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني العالمي، في إبريل/ نيسان الماضي، أن السعودية بحاجة إلى سعر 91 دولاراً للبرميل لتحقيق نقطة تعادل في موازنتها، بينما السعر الحالي يدور حول 50 دولاراً للبرميل.
وأرامكو، أكبر شركات المملكة وثاني أكبر شركة مدرجة في العالم، ومملوكة من الحكومة السعودية بأكثر من 98%، وتنتج في الظروف الطبيعية حوالي 10 ملايين برميل يوميا.
وتسبب تراجع أسعار الخام عالمياً في هبوط صافي أرباح الشركة بنسبة 45% خلال الربع الثالث من العام الجاري 2020، ما أدى إلى عدم قدرتها على توليد نقود كافية لتمويل مدفوعات المساهمين، التي وعدت بأن تصل إلى 75 مليار دولار هذا العام.
والشهر الماضي، عدلت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية العالمية، النظرة المستقبلية لشركة أرامكو، من "مستقرة" إلى "سلبية". وخلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت أرامكو سندات دولية (أدوات دين) بقيمة 8 مليارات دولار.
وبعد إصدار السندات، قال مديرون تنفيذيون في أرامكو، إنهم يريدون خفض مستوى استدانة الشركة بعد استحواذها على "الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بقيمة 69 مليار دولار العام الجاري.
وكان بنك الاستثمار الأميركي "مويلس آند كو" من بين البنوك التي رتبت الطرح الأولي لأرامكو. وسبق أن ذكرت بلومبيرغ في إبريل/ نيسان الماضي، أن شركة الطاقة السعودية استعانت ببنوك مثل "جيه بي مورغان تشايس آند كو" للمساعدة في بيع حصة في أعمال خطوط الأنابيب.
وتأثرت المملكة هذا العام بالإغلاق الناجم عن انتشار فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط الخام، ومن المتوقع انكماش الاقتصاد بنسبة 5.4% في 2020، وهو أكبر انكماش منذ الثمانينيات، وفق بيانات صندوق النقد الدولي.