هذه مقترحات أردوغان لعودة روسيا إلى اتفاق الحبوب الأوكراني

03 سبتمبر 2023
خلال لقاء سابق بين الرئيسين التركي والروسي (Getty)
+ الخط -

قال كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسياسة الخارجية والأمن إن أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيركزان خلال اجتماعهما غداً الاثنين على اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود مع سعي أنقرة لإعادة موسكو إلى الاتفاق.

وأضاف عاكف جغطاي قليج في مقابلة تلفزيونية "نلعب دوراً رئيسياً هنا. نرى دعماً قوياً من أنحاء العالم لتفعيل ممر الحبوب". وتابع "الوضع الحالي (لاتفاق الحبوب) سيناقش في القمة الاثنين. نحن متحفظون لكننا نأمل في تحقيق النجاح لأن هذا الوضع يؤثر على العالم بأسره".

وقال مسؤولون أوكرانيون لـ"رويترز" إن طائرات مسيرة روسية قصفت البنية التحتية بميناء على نهر الدانوب بالغ الأهمية لصادرات الحبوب الأوكرانية، وهو مما أدى لإصابة شخصين على الأقل في الهجوم على الأجزاء الجنوبية من منطقة أوديسا اليوم الأحد.

وكشفت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة، اليوم الأحد، بعضاً من تفاصيل مقترحات يحملها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في لقائه بسوتشي لإقناع روسيا بالعودة لاتفاقية معبر الحبوب عبر البحر الأسود.

وقالت الصحيفة في خبر لها، بحسب ما حصلت عليه من معلومات، إن تركيا عملت على مقترح بعد لقاءات مع كل الأطراف والأمم المتحدة، حيث كانت هناك جولة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أوكرانيا وروسيا، ولقاءات مع الأمم المتحدة.

وتشمل صفقة المقترحات وفق الصحيفة ربط مصرف أغروبانك الروسي بنظام سويفت للحوالات من أجل تحصيل أسعار المواد الغذائية المباعة من قبل روسيا.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وتأتي هذه الخطوة استجابة لأبرز المطالب الروسية المقدمة، وهي تعد خطوة ملموسة من أجل إقناع الجانب الروسي بالعودة إلى نظام المدفوعات الدولي.

النقطة الثانية بحسب الصحيفة هو تسهيل عملية تسويق روسيا لمادة الأمونيا (الكيميائية للأسمدة)، وتشمل الخطوة تسوية خطوط النقل التي تضررت بسبب الحرب، وسيتم التأكيد على هذه النقطة ضمن الاتفاقية الجديدة.

الموضوع الآخر ضمن المقترحات التركية هو إزالة حجز الأموال الموضوعة على كبار منتجي الأغذية في روسيا، والبدء في عملية التفاوض بهذا الخصوص.

كما تضم المقترحات تسليم الحبوب بشكل عاجل إلى الدول النامية بدعم مالي من قطر، وبطحن وتعبئة الحبوب في تركيا، وإيصالها للدول المحتاجة منعاً من حصول المجاعة، ودعم هذا المشروع بأسرع وقت ممكن.

وفيما يتعلق بمسألة التأمين على السفن والشحنات، وهو موضوع مهم أيضاً بالنسبة لروسيا ونقل الحبوب، فإن الخطة التركية تتضمن دخول الأمم المتحدة على خط التأمين هنا من أجل حل المشاكل التي تتعلق بالسفن الروسية، والإقدام على خطوات معينة ضمن الخطة، وقد تكون هناك تعهدات أممية بهذا الصدد.

وذكّرت الصحيفة بأن الاتفاقية السابقة التي جرت قبل أكثر من عام بوساطة من تركيا والأمم المتحدة أسفرت عن نقل 33 مليون طن من الحبوب إلى الأسواق العالمية، وتعليق العمل بالاتفاقية من قبل روسيا لعدم الالتزام بالأجزاء المرتبطة بنقل الحبوب من روسيا.

وحاصرت روسيا الموانئ الأوكرانية منذ غزت جارتها في فبراير/شباط 2022، وهددت بمعاملة جميع السفن كأهداف عسكرية محتملة بعد الانسحاب من الاتفاق الذي تدعمه الأمم المتحدة.

ورداً على ذلك، أعلنت أوكرانيا إنشاء "ممر إنساني" متاخم للساحل الغربي للبحر الأسود بالقرب من رومانيا وبلغاريا.

وسمحت اتفاقية الحبوب لأوكرانيا، وهي مصدر رئيسي للمنتجات الزراعية، بشحن عشرات الملايين من الأطنان المترية من المنتجات إلى دول أخرى خلال الغزو الروسي.

ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين، في منتجع سوتشي على البحر الأسود، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة والأمم المتحدة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب.

وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو/ تموز بعد أن دخل حيّز التنفيذ لمدة عام، إذ اشتكت من أن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة تواجه عقبات ومن عدم وصول ما يكفي من الحبوب الأوكرانية إلى الدول المحتاجة.

ويترقب المزارعون الأوكرانيون بحماس بالغ اللقاء الذي سيجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي، على أمل أن يقود اللقاء إلى إحياء اتفاق الحبوب الأوكرانية الذي رفضت موسكو تجديده في منتصف يوليو/ تموز الماضي.

وعلى الرغم من المنافع الكبيرة التي تجنيها روسيا على صعيد زيادة مبيعات الحبوب ودخلها من النقد الأجنبي في ظل غياب القمح الأوكراني عن أسواق العالم، ولكن ربما لا ينتبه الكثيرون إلى الوزن السياسي الكبير الذي يوليه بوتين لأردوغان، واحتمال أن يتمكن من إقناعه بالعودة للاتفاق مرة أخرى.

المساهمون