أماني عبد الوهاب أم مصرية لجأت إلى تركيا بحثا عن الاستقرار في أعقاب الانقلاب العسكري في بلدها في يوليو 2013، واستطاعت فعلا تأسيس مشروعها الخاص الذي يلقى اليوم رواجا لافتا في مدينة إسطنبول.
فتحت أماني مشروع مأكولات سمّته "مطبخ أنس" تيمّنا باسم ابنها الصغير، بجهود فردية اعترضها الكثير من التحديات والصعوبات.
الفكرة تقوم على إعداد الأطباق المصرية حصرا، لكن التحدي الأكبر تمثل في كيفية تسويقها لزبائن لم يعتادوها أو لم يتذوقوها من قبل، في بلد سياحي من الدرجة الأولى يستضيف كل المطابخ العربية والعالمية بمأكولاتها الشعبية والفاخرة.
ركزت أماني على تعريف الزبائن على بيتها المتواضع حيث تُعد الأطعمة المصرية، ويشكل في الوقت نفسه نقطة البيع تلافيا لاستئجار محل خاص لتجنّب تكبّد مزيد من التكاليف.
وأوضحت أماني لـ"العربي الجديد" أن مشروعها بدأ صغيراً، لكنه الآن أصبح يشهد إقبالا جيدا من مختلف الجاليات العربية المقيمة في إسطنبول.
وبعد النجاح الذي خطّته بمثابرتها وإصرارها، تأمل أماني أن تستطيع تكبير مشروعها أكثر.
وهي تصف المجتمع التركي بأنه "متعاون بشكل جيد"، مشيرة إلى أنها استفادت من دورات متخصصة في الطبخ نظمتها الحكومة، وتقول: "هناك مساعدات ليست مادية، بل معنوية" من الشعب التركي الذي يشجعها من خلال شراء المأكولات التي تُعدّها.
أما أول الداعمين لها على المستوى العائلي، فهما ابنها عبد الرحمن وابنتها سلمى، اللذان لا يدخران جهدا من أجل مساعدة والدتهما في تحضير الطعام على الرغم من صغر سنّيهما.
ويلاحَظ أن مشاريع العرب في تركيا تطورت بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في السنوات الخمس الماضية، ما فتح المجال واسعاً أمام المزيد من المشاريع والأعمال الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وليس مشروع أماني إلا نموذجا حيا لتجارب نجاح كثيرة.
وسبق للمتحدثة الرسمية باسم "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" في تركيا، سيلين أونال، أن أعلنت توفير تركيا الحماية الدولية لنحو 4 ملايين مواطن من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
وفي السياق، تستضيف تركيا، منذ نحو 6 سنوات، أكبر عدد من أبناء مختلف الجنسيات العربية والأجنبية من أجل توفير حق الحماية والإقامه في تركيا، ومن بين هذه الدول: سورية، العراق، فنزويلا، أفغانستان، جنوب السودان، ميانمار، مصر، الصومال، ليبيا.