جدد مصرفيون بارزون من وول ستريت، اليوم الثلاثاء، تحذيراتهم بشأن الاقتصاد العالمي في ظل التوترات الجيوسياسية والزيادات الحادة في أسعار الفائدة لكبح التضخم المرتفع لأعلى مستوياته في عقود.
وقال ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك "غولدمان ساكس"، اليوم الثلاثاء، إن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، أشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية ستشهد اتجاها يميل إلى التشديد النقدي بشكل كبير في المرحلة المقبلة، وأن المجلس قد يرفع أسعار الفائدة لما يتجاوز 4.5 إلى 4.75% إذا لم يلمس تطورات حقيقية.
وأضاف "إذا لم يلمسوا تغييرات حقيقية -وظلت الوظائف الشاغرة وفيرة والعمالة المتاحة قليلة- فمن الواضح أنهم يلعبون فقط على جانب الطلب من خلال التشديد. لكن إذا لم يلمسوا تطورات حقيقية في التوجهات، فأعتقد أنهم سيذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك".
وأشار سولومون على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، إلى أنه "مع الرأي الذي يقول إنه من المرجح حدوث ركود في الولايات المتحدة، وأظن أننا نمضي باتجاهه، وأننا ربما نشهد بالفعل ركودا في أوروبا".
ورفع المركزي الأميركي أسعار الفائدة 75 نقطة أساس (0.75%) في كل اجتماع من الاجتماعات الثلاثة الأخيرة، حتى أصبح سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي الآن في نطاق مستهدف بين 3% و3.25%.
وازدادت التكهنات برفع المركزي الفائدة 75 نقطة أساس لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، وبما يراوح بين 50 نقطة و75 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية في تقرير لها، أول أمس الأحد، أن المسؤولين في الفيدرالي الأميركي، الذين يدخلون فترة صمت قبل اجتماع السياسة النقدية المقرر عقده في 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني، يسعون إلى رفع أسعار الفائدة إلى مستوى يحد من النمو، وتثبيتها عند ذلك المستوى لبعض الوقت حتى ينخفض التضخم.
مخاوف الركود
من جهته، قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورغان، في الجلسة ذاتها، إن الوضع الجيوسياسي يثير القلق أكثر من احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، وأضاف أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين مصدر قلق أكبر من الركود المحتمل في الولايات المتحدة.
وتابع أن "هناك الكثير من الأمور السيئة والغامضة التي تلوح في الأفق ومن شأنها -وليس بالضرورة- أن تُدخل الولايات المتحدة في ركود... لكن هذا ليس هو الأمر الأهم الذي نفكر فيه. فنحن سنتعامل مع ذلك الوضع بالشكل الصحيح. أشعر بقلق أكبر بكثير بشأن الجغرافيا السياسية في العالم اليوم".
وأظهر تقرير حديث من "ستاندرد آند بورز غلوبل" انكماشا في نشاط الشركات هذا الشهر، في ما يقدم إشارة إلى أن سلسلة الزيادة الحادة في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي بدأت تحقق التأثير المطلوب، وهو ما زاد الآمال في أن البنك المركزي قد يبدأ في إبطاء وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة.
وأغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع، أمس الإثنين، لتواصل المكاسب التي حققتها خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أشارت فيه علامات التباطؤ الاقتصادي إلى أن آثار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي النشطة التي تهدف إلى تهدئة الاقتصاد، وبالتالي كبح جماح التضخم الذي ارتفع لأعلى مستوياته منذ عقود، بدأت تظهر.
مشاركة رئيس بنك لئومي
في سياق مختلف، من المقرر أن يلقي رئيس مجلس إدارة بنك لئومي الإسرائيلي كلمة أمام مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة السعودية الرياض، يوم الخميس، في أحدث مؤشر إلى احتمال حدوث تحسن في العلاقات بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج العربية تحسنا في السنوات الماضية، إذ يتشارك الجانبان المخاوف من نفوذ إيران في المنطقة. ووقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتين تاريخيتين بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020.
وردا على استفسار من "رويترز"، أكد منظمو مؤتمر مستقبل الاستثمار اعتزام رئيس مجلس إدارة بنك لئومي سامر حاج يحيى الحضور، فيما أحجم بنك لئومي، وهو أحد أكبر بنكين في إسرائيل، عن التعليق.
ووفقا لجدول أعمال المؤتمر، فإن من المقرر أن يتحدث حاج يحيى أمام جلسة بعنوان "تحويل البنوك والاستثمار من أجل اقتصاد مرن"، إلى جانب مسؤولين ماليين بارزين بما في ذلك من مجموعة (روتشيلد وشركاه) وسوسيتيه جنرال وويلز فارجو.
وحاج يحيى هو أول مصرفي من فلسطينيي الداخل يشغل منصب رئيس البنك.
ويأتي انعقاد النسخة السادسة من المؤتمر وسط خلاف علني بين الرياض وواشنطن بشأن قرار مجموعة أوبك+ لخفض إنتاج النفط، وهي خطوة تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن تكون لها "عواقب" على العلاقات الأميركية السعودية.
وشارك في اليوم الأول من المؤتمر عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في وول ستريت، من بينهم جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه.بي مورغان، وديفيد سولومون رئيس غولدمان ساكس، وجمع من الضيوف.
(رويترز، العربي الجديد)