رغم تطور صناعة الأحذية في مصر، واعتماد المصانع على التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الحاج شعبان الشرقاوي، والذي يبلغ من العمر 68 عاماً، ما زال يعمل بأدواته القديمة منذ أكثر من 50 عاماً في صناعة الحذاء اليدوي.
يقول لـ"العربي الجديد"، إن مراحل صناعة الحذاء اليدوي تبدأ بوضع القدم على قطعة ورقية، ثم تحدد الأبعاد بالقلم، ويتم قياسها لاختيار" القالب الخشبي" المناسب، وبعد اختيار "الزبون" لشكل حذائه، يتم شد "الوش" على القالب، بعد دهانه وحشوه بمواد لاصقة، ثم تثبيته بالمسامير، وتستغرق هذه العملية يومين على الأقل، بعدها يتم تثبيت النعل، إما عن طريق المكبس الكهربائي، أو عن طريق الخياطة اليدوية على حسب الرغبة.
ويضيف الشرقاوي أن "صناعة الحذاء يدويًا كانت في السابق مجهدة، لأنها كانت تعتمد على مهارة ومجهود الصانع، إذ كنا 6 صناع نعمل في إحدى الورش بالقاهرة لا يتعدى إنتاجنا في الأسبوع 10 أزواج من الأحذية".
وأشار أن "النعل" وقتها كان يتم تصنيعه يدويًا من الجلد الطبيعي، ويحتاج للعديد من المعاملات، بداية من التقشير للصنفرة للصبغة، ثم تشميعه وفرده، وأخيرًا تهذيبه على الحذاء".
ويوضح الشرقاوي أن صناعة الحذاء اليدوي (نعل بلاستيك) ليست مكلفة كما يعتقد البعض، بل تقل عن أسعار المنتجات الجاهزة بحوالي 50 في المائة، فتكلفة الحذاء الرجالي يصل في المتوسط إلى 150 جنيهًا (9.5 دولارات تقريباً)، في حين يصل مثيله في المحلات إلى 300 جنيه.
ويشير إلى أن "جزمجية" زمان لديهم حلول توفر الكثير من التكاليف على الناس، منها، تركيب "وش" جديد للحذاء حال استهلاكه على النعل القديم، أو العكس.
ويتابع: "عندنا حلول أيضًا لمشاكل المقاسات الكبيرة، والتي لا تتواجد في المحلات، إذ أن أكبر قالب لا يتعدى مقاسه 45، بينما في اليدوي يصل المقاس إلى 50.
ويتذكر أن أغلى سعر حذاء مصنوع من الجلد الطبيعي كان لا يتعدى في السنوات الأولى من عمله في المهنة 3 جنيهات (7.5 دولارات تقريباً بأسعار ذلك الوقت)، وهو ما يقدره حاليًا بأكثر من 500 جنيه.
ويلفت إلى أنه لم يورث المهنة لأولاده، ولم يشجعهم على ذلك، إذ أنها في طريق الانقراض، بعد تراجع عدد "الورش" في مقابل انتشار الشركات التي تعتمد على الماكينات الحديثة.