اعتذرت حكومة بشار الأسد عن اللقاء الذي كان مقرراً غداً الأربعاء مع الجانب الأردني لإتمام الاتفاق بشأن الربط الكهربائي وتزويد لبنان بنحو 150 ميغاواط كهرباء من منتصف الليل وحتى السادسة صباحاً، و250 ميغاواط خلال بقية الأوقات، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الدول الثلاث في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وحسب مراقبين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ ما تردّد عن الاستعانة بالغاز الإسرائيلي بدل المصري هو على الأرجح سبب إرجاء الاجتماع.
ومن جانبها، أعلنت حكومة النظام السوري، أمس، عن تأجيل الاجتماع رغم جهوزية الجانب السوري فنياً، لكن "تم التريّث" بحسب ما قال وزير الكهرباء غسان الزامل.
ويضيف الزامل، وفق ما نقلته صحيفة "الوطن" بدمشق، أنّ جزءاً من خط الكهرباء تعرّض لأعمال التدمير والتخريب خلال السنوات الماضية على مسافة 87 كيلومتراً، بدءاً من الحدود الأردنية - السورية حتى منطقة دير علي، جنوب دمشق، وأنّ هذه المسافة هي جزء من الخط الأساسي الذي يربط شمال العاصمة الأردنية عمان بمنطقة دير علي، على طول 144.5 كيلومتراً.
وشملت الأضرار، بحسب الوزير، تدمير نحو 80 برجاً وتدمير وتخريب وسرقة نحو 195 كيلومتراً من الأمراس، وهو ما يعادل 410 أطنان، وكانت هناك حاجة لنحو عشرة آلاف صحن لإصلاح التخريب الذي لحق بالعوازل، مشيراً إلى أن وزارته تتابع كل التطورات الفنية لخط الربط الكهربائي بالتوازي مع مخرجات الاجتماعات التي عُقدت بين المعنيين في كلّ من سورية ولبنان والأردن.
ويتوقع المختص بقطاع الكهرباء عبد الجليل سعيد أنّ يكون "ما قيل عن الغاز الإسرائيلي بدل المصري" هو على الأرجح سبب إرجاء الاجتماع، لأنّ "ذريعة وجود أعطال وتخريب خطوط غير صحيحة".
ويؤكد سعيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ أعمال الصيانة وتأهيل خط الربط انتهت منذ الشهر الماضي "وهذا ليس كلامياً، بل جرى تأكيده من مدير نقل وتوزيع الكهرباء فواز الضاهر، لكن يبدو أنّ الجانب السوري سيعيد النظر بالاتفاق بعد دخول إسرائيل على خط توريد الغاز، وليس مصر كما قيل سابقاً".
ويشير المتخصص السوري إلى أنّ الجانب السوري أنهى "بشكل أكيد" أعمال الصيانة وتم نصب أبراج الشبكة، ما يعني أنّ الجزء السوري من الربط أصبح جاهزاً، مضيفاً أنّ الجانب السوري وحتى الأسبوع الماضي، كان يرمي الكرة بالملعب الأردني.
وكانت مصادر إعلامية متطابقة قد أشارت أخيراً إلى موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية لتوريد غاز إسرائيلي إلى لبنان، على عكس ما نشرته وسائل إعلام عربية ودولية عن أنّ الموافقة تتعلق بالغاز المصري. وكانت السفارة الأميركية نفت أن الولايات المتحدة قد وافقت على مد لبنان بالغاز من إسرائيل.
وقالت مصادر إسرائيلية لـ"القناة الـ12" الإسرائيلية الخاصة، إنّ الولايات المتحدة "وافقت على اتفاقية لتوريد الغاز إلى لبنان وأعطت الضوء الأخضر للتحرك بهذا الصدد"، مشيرة إلى أنّ الغاز "سينقل من إسرائيل إلى الأردن، ومن ثم سيورد عبر خط الأنابيب لسورية ومن هناك إلى لبنان".