"الجوعى الجدد" في بريطانيا... متوسطو الدخل يصطفون أمام بنوك الطعام

02 نوفمبر 2020
كورونا ضاعف معدلات الجوع في بريطانيا (Getty)
+ الخط -

أكدت جمعيات المعونة الغذائية ظهور "الجوعى حديثاً" في المملكة المتحدة، وهي مجموعة متنامية من الأشخاص الذين كانوا يعملون سابقاً في وظائف جيدة ويتمتعون بدخل مريح والذين اضطروا إلى استخدام بنوك الطعام والمطالبة بمزايا الرعاية الاجتماعية لأول مرة خلال الوباء.

وقالت شبكة Feeding Britain إن أعضاءها يقدمون دعما غذائيا لمجموعة جديدة من الأسر ذات الدخل المتوسط. وهؤلاء وقعوا في أزمة بسبب فقدان الوظائف المرتبطة بكورونا والفجوات في نظام الضمان الاجتماعي، وسط تراكم الرهون العقارية وقروض السيارات، خاصة من أصحاب الأعمال الحرة أو أصحاب الأعمال.
"نرى الآن عائلات في بنوك الطعام كانت قادرة قبل الوباء على دفع فواتيرها"، قال المدير الوطني للمؤسسة الخيرية، أندرو فورسي، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، وقال: "لأول مرة منذ سنوات عديدة لم يعد الأمر كذلك".

أظهرت الأبحاث قبل Covid-19 أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين استخدموا بنوك الطعام كانوا معدمين ومفلسين. ومع ذلك، يُنظر إلى التركيبة السكانية للمستخدمين الآخذة في الاتساع في الأشهر الأخيرة على أنها مؤشر على الكيفية التي أدى بها الوباء إلى زيادة أزمة تكلفة المعيشة إلى مستوى أعلى في مقياس الدخل.
ودعت منظمة Feeding Britain الوزراء إلى الالتزام بالحفاظ على دعم الأسر وتمديده إلى أكثر من مليون شخص ليطاول الذين تم استبعادهم من الزيادة في إبريل/نيسان الماضي، وذلك لمدة عام واحد. وحثت النواب على إجراء مناقشة والتصويت على هذه القضية في الأسابيع القليلة المقبلة.

وصف إد هودسون من Coventry Citizens Advice الجائعين الجدد بأنهم "مجموعة متعددة الأوجه، لم تكن معنية في السابق بأزمة الغذاء". كانوا عادة من الشباب "الذين يعملون بشكل كامل من ذوي الدخل المتوسط، والذين هم إما من أصحاب العقارات أو دافعي الرهن العقاري أو الذين يؤجرون بشكل خاص".

قال Black Country food bank في دادلي إن المجموعة الجديدة من الأشخاص الذين أتوا إليها للمساعدة خلال الوباء لم يستخدموا بنوك الطعام من قبل. "لقد اعتادوا على أسلوب حياة معين، كانت لديهم الكثير  من المصاريف وبطاقات الائتمان وقروض السيارات وما إلى ذلك، وقد نجحوا دائماً".

تم الكشف عن ظاهرة الجوع حديثاً، حيث أبلغت شبكة تغذية بريطانيا، الجمعيات الخيرية، عن زيادات "مذهلة" في حجم المساعدات الغذائية التي قدموها بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول، وهو اتجاه يتوقعون استمراره مع بدء الإغلاق الجديد. 

جمعية بوني داونز المجتمعية في إيست هام، لندن، أبلغت عن طوابير طويلة تشكلت خارج بنك الطعام الخاص بها قبل ساعة من موعد الافتتاح. وزعت طرود غذائية على 4000 شخص بين إبريل ويونيو/حزيران، مقارنة بـ 622 في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
بنك الطعام Beaumont Leys في ليستر، انتقل من تقديم الطعام إلى 40 عائلة قبل الوباء إلى 500 في الأسبوع منذ مارس. وبنك الطعام NewStarts في برومسجروف، أكد أن الطلب على الطعام ارتفع بنسبة 700% خلال نفس الفترة.
Dartmoor Community Kitchen Hub في ديفون، قال إن 20 شخصاً فقط من 130 شخصاً ساعدتهم منذ مارس كانوا بحاجة في السابق إلى مساعدات غذائية خيرية، "معظمهم من دون طعام ولا يستطيعون دفع الإيجار والفواتير والديون".
كما أكد بنك طعام بلاك كاونتري أنه تحدث إلى العديد من الأشخاص الذين شعروا بالحرج من استخدام بنك طعام. ونقل عن هؤلاء عبارات مثل "هذا هو الملاذ الأخير"، "لم أكن أعرف ماذا أفعل"، "لم أتناول الطعام في الأيام القليلة الماضية"، "أطفالي جائعون ولا أعرف ماذا أفعل".

وشرح جين كولمان، من بلاك كاونتري: "الزيادة البالغة 20 جنيهاً إسترلينياً [في الائتمان الشامل] لا تعني أن أولئك الذين يعانون من الفقر أصبحوا فجأة أفضل حالاً، بل يعني أنهم تمكنوا من البقاء على قيد الحياة. إن سحب هذه الزيادة الآن من شأنه أن يغرق الناس في الفقر مرة أخرى".

وجدت منظمة Feeding Britain أن العديد من مستخدمي بنوك الطعام كانوا عرضة للخطر بالفعل قبل Covid، مع انخفاض الدخل وظروف الصحة. لقد تضرروا من ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة، وزيادة العزلة الاجتماعية ومشاكل نظام الإعانات. كما تضرر المهاجرون غير المؤهلين للحصول على مزايا الرعاية الاجتماعية بشدة.

وقالت سابين جودوين، منسقة شبكة المعونة الغذائية المستقلة، التي ينتمي العديد من أعضائها الـ400 إلى منظمة Feeding Britain: "لا ينبغي لأحد أن يحتاج إلى الاعتماد على الطرود الغذائية الطارئة للبقاء على قيد الحياة ".

المساهمون