كشفت مصادر إعلامية عن اقتراب طرح تركيا "مشروع الإسكان الاجتماعي"، بهدف كسر أسعار العقارات وتمكين "الفقراء وأصحاب الدخول المنخفضة" من امتلاك منازل، في ظل ارتفاع أسعار العقارات بنسب تقترب من 200% في المدن الكبرى خلال عامين، فيما تتواصل الضغوط على الليرة التركية لتستمر في التراجع أمام العملات الأجنبية ما يضعف القدرات الشرائية للكثير من المواطنين.
وذكرت صحيفة "ملييت"، التي وصفت المشروع بـ"الضخم"، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي سبق وألمح للمشروع، سيكشف منتصف أغسطس/ آب الجاري، عن تفاصيل "السكن الاجتماعي" لتكون الأولوية في الحصول على المنزل للمتقاعدين، والمتزوجين الجدد، والشباب الذين يتلقون رواتب ضمن الحد الأدنى من الأجور، وأصحاب الدخل المحدود، وأقارب الشهداء والمحاربين".
وأشارت الصحيفة في تقرير، أمس الأحد، إلى أن الأقساط الشهرية لشراء هذه المنازل ستكون "بسيطة (محدودة) للغاية".
وتواصل أسعار العقارات في تركيا الصعود بشكل كبير، إذ قفزت بنسب تقترب من 200% خلال عامين، بحسب مدير شركة "يارا غروب" حسن محمد، لتسجل أعلى مستوياتها، بعد أن تراوح متوسط سعر المنزل بين 150 و200 ألف دولار، وهو "ما لا طاقة لمعظم الأتراك عليه"، وفق محمد في تصريح لـ"العربي الجديد".
وقال محمد إن استمرار تراجع سعر صرف الليرة التركية أدى إلى طغيان التعاملات بالدولار في القطاع بالكامل، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تشييد العقارات واستمرار الإقبال من الأجانب على الشراء أدى إلى ما وصفه بـ "جنون الأسعار" رغم ارتفاع المعروض في ظل كثرة المشاريع المطروحة بالسوق.
وكانت أسعار المساكن قد بدأت في الارتفاع في أعقاب الفتح بعد الإغلاق الذي تسببت فيه جائحة كورونا، فضلاً عن تهاوي الليرة وتسجيل معدل التضخم زيادات مضطردة.
وبحسب موقع endeksa.com، الذي يجمع بيانات عن سوق الإسكان، فإن أسعار المنازل ارتفعت في المدن الكبرى، لتصل في إسطنبول إلى 1.6 مليون بزيادة بلغت نسبتها 173% خلال عامين وبأنقرة بنسبة 129% لتكون نسبة ارتفاع المنازل الأكبر بولاية أنطاليا التي وصل فيها متوسط سعر المنزل 1.42 مليون ليرة تركية بنسبة ارتفاع سنوية بنحو 183%.
ورغم القفزات المستمرة في أسعار العقارات، حققت المبيعات نمواً بنسبة 31% خلال النصف الأول من العام الحالي، فيما شهدت تراجعاً كبيراً في أغلب دول العالم، وفق تقرير لشركة العقارات الأميركية "Coldwell Banker"، موضحاً أن مبيعات المنازل القديمة في الولايات المتحدة، شهدت انخفاضاً بنسبة 7% خلال النصف الأول من 2022.
وخلال هذه الفترة جرى بيع 34.3 مليون عقار في الولايات المتحدة، فيما بلغ الرقم 303 آلاف و6 عقارات في كندا، أي بانخفاض بلغت نسبته 19%. وفي بريطانيا، سجلت مبيعات العقارات انخفاضاً بنسبة 23%، خلال النصف الأول من العام، لتبلغ 630 ألفاً و170 عقاراً.
أما في هولندا، فقد بلغت نسبة انخفاض مبيعات العقارات 23.5%، وفق تقرير الشركة الأميركية، حيث تم بيع 91 ألفاً و305 عقارات فقط، خلال المدة المذكورة.
وكانت تركيا قد تصدّرت الدول الأوروبية في بيع أكبر عدد من العقارات خلال 2021، بواقع نحو 1.5 مليون، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية، ليتعدى المبيع ما كان رقماً قياسياً عام 2020 بمليون و499 ألفاً و316 مسكناً.
وبحسب الهيئة التركية الرسمية، احتل الإيرانيون المرتبة الأولى بين الجنسيات الأجنبية الأكثر شراء للعقارات والمنازل خلال عام 2021، بشراء 10 آلاف و56 منزلاً، تلاهم العراقيون بشرائهم 8 آلاف و661 منزلاً، ومن ثم الروس بـ 5 آلاف و379 منزلاً. ليرتفع عدد المنازل المبيعة للأجانب خلال العام الماضي بنسبة 43.5% مقارنة مع 2020.