"أوبك" تتوقع عودة توازن سوق النفط وتتجه لرفع الإنتاج

02 مارس 2021
أزيفيدو ربط زيادة الطلب على النفط بارتفاع معدلات التلقيح ضد كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ديامانتينو أزيفيدو، اليوم الثلاثاء، إن سوق النفط العالمية تستعيد التوازن، بعد أن قوبل انهيار في الطلب بفعل جائحة كوفيد-19 بقيود على الإنتاج من جانب المنتجين في المنظمة.

وأضاف أزيفيدو لوكالة "رويترز" أن "أسعار الخام مستقرة نسبيا، ونرى قدرا من التوازن بين الطلب والعرض".
وأشار إلى أنه "بسبب وضع الجائحة الذي يمر به العالم، ومع وصول موجات جديدة، قد نشهد وضعا يقل فيه الطلب نتيجة إجراءات العزل. سيرتفع الطلب بالتأكيد مع تطعيم سكان العالم باللقاحات المضادة لكوفيد-19".
وحذر أزيفيدو، وهو وزير الموارد المعدنية والبترول في أنغولا ويشغل الرئاسة الدورية لأوبك، من أن أي تفاقم للجائحة قد يدفع المنتجين إلى تقليص الإنتاج، مشيرا إلى أن "مستويات الإنتاج التي كانت مرغوبة في وقت التعديل الأحدث قد تتأثر سلبا بطبيعة الحال بسبب... جائحة كوفيد-19 وسلالاتها".

وقال محمد باركيندو، أمين عام أوبك، إن المنظمة ترى أن آفاق سوق النفط إيجابية بشكل عام، وإن الضبابية التي سادت العام الماضي تواصل الانحسار.
ونُقل عن باركيندو قوله على تويتر اليوم الثلاثاء "هذا تحول كبير مما كان عليه الوضع قبل عام، مضيفا أن التطورات الإيجابية على صعيد الاقتصاد العالمي ومتانة الطلب في آسيا عاملان مشجعان.

تعافي الطلب
وفي السياق، أبلغ الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية مؤتمراً للنفط والغاز، اليوم الثلاثاء، أن الطلب العالمي على النفط يتعافى وقد يقترب من مستويات ما قبل الجائحة في العام المقبل.
وقال أمين الناصر في مؤتمر "سيرا ويك" الافتراضي، الذي تنظمه "آي.إتش.إس ماركت"، إن الطلب العالمي على النفط سيتعافى على الأرجح بدءا من النصف الثاني من هذا العام، وقد يصل إلى 99 مليون برميل يوميا في 2022.

وأبلغ الرئيس التنفيذي لـ"شيفرون" مايكل ويرث المؤتمر، وفقا لـ"رويترز"، أن الطلب على الديزل تعافى عالميا بسبب نشاط التوصيل، غير أن وقود الطائرات متراجع في ظل إحجام عن الرحلات الجوية الطويلة.
وقال الناصر إن الطلب على النفط يتحسن في الصين والهند وشرق آسيا، فيما يعتبر توزيع اللقاحات "سببا للتفاؤل" في الغرب.
اجتماع أوبك+
وتجتمع أوبك ومصدرون رئيسيون آخرون مثل روسيا، في إطار مجموعة أوبك+، الخميس، ومن المتوقع أن يناقشوا السماح بعودة ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا إلى السوق، لمجاراة الطلب الذي من المرجح أن يعاود الارتفاع في وقت لاحق هذا العام مع تسارع وتيرة برامج اللقاحات.
ويتوقف نجاح ثاني اجتماع وزاري للسنة، تعقده "أوبك +" الخميس، على مدى التنسيق بين الدولتين الكبريين فيه روسيا والسعودية، وهما ثاني وثالث أكبر منتجين للنفط في العالم على التوالي، خلف الولايات المتحدة.
وأوضح بيارني شيلدروب، المحلل لدى "سيب"، لوكالة "فرانس برس" أن "الأولويات معروفة: روسيا تريد العودة إلى مستوى طبيعي للإنتاج في أسرع وقت ممكن، فيما تود السعودية الاستفادة لوقت أطول بقليل من الأسعار المرتفعة".
وهذا الاختلاف في وجهات النظر طرح جانبا منذ حوالى عام في ظل تدني الأسعار، ما دفع الدولتين إلى اعتماد سياسة مشتركة لخفض الإنتاج أثبتت جدواها.
لكن مع عودة الأسعار إلى الارتفاع إلى مستوى مشابه لما قبل الوباء، أي حوالى 65 دولارا للبرميل للخامين المرجعيين الأوروبي والأميركي، عاد التوتر إلى الظهور.
وكانت الدول الـ23 اتفقت بعد يومين من المفاوضات الشاقة خلال قمتها الأولى للعام 2021، في مطلع كانون الثاني/يناير، على زيادة الإنتاج بصورة تدريجية حتى آذار/مارس، مستخدمة بمهارة الورقة الأساسية بيدها، وهي ضبط الإنتاج النفطي عند الحاجة لافتعال ما يصفه ستيفن إينيس من معهد أكسي بـ"أزمة مصطنعة" كفيلة بدعم الأسعار.

ووافقت دول "أوبك +" على خفض إنتاجها بمقدار 7,125 ملايين برميل في اليوم في شباط/فبراير، ثم 7,05 ملايين برميل في اليوم في آذار/مارس، وهي اقتطاعات كبيرة الحجم.
وسمح لروسيا وكازاخستان بزيادة إنتاجهما بشكل طفيف خلال الفصل الأول من السنة، فيما أثارت السعودية المفاجأة بخفض إنتاجها بمقدار مليون برميل إضافي في اليوم.
ورأى المحللون في ذلك دليلا على الهوة التي تفصل بين الرياض وموسكو، وهم يتساءلون إلى أي مدى سيعمد أعضاء أوبك + إلى زيادة إنتاجهم في نيسان/إبريل.
ويرجح المحللون لدى "كابيتال إيكونوميكس" أن "يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تقليص الاقتطاعات في الإنتاج بشكل أسرع"، ولا سيما مع انتعاش الطلب على النفط في الصين وباقي العالم بموازاة حملات التلقيح الجارية في العالم، وما يواكبها من انحسار في تفشي وباء كوفيد-19.
(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون