في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والفلسفية والثقافية والتاريخ المعاصر وأنثربوولوجيا الفقه الإسلامي.
■ ■ ■
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثاً، ضمن سلسلة "ترجمان"، كتاب الباحث الأسترالي جون كين "حياة الديمقراطية وموتها"، بترجمة محمد العزيز. انطلاقاً من القول بأن الديمقراطية تعرف اليوم هشاشة لم تشهدها في تاريخها، يقتفي كين أثر نظام الحكم هذا، مقسّماً إياه إلى ثلاث مراحل تمظهرت فيها الديمقراطية بأشكال مختلفة: ديمقراطية التجمّع، التي ظهرت قبل الميلاد بـ500 عام وامتدّت حتى القرون الوسطى، وديمقراطية التمثيل، التي تلتْها في أوروبا وأميركا طيلة خمسة قرون، وديمقراطية الرقابة التي نعرفها اليوم.
بعد إصدارها عدداً من عناوينه، مثل "سيلاند" و"الأدب الصغير" و"مساحاتٌ لقلم الرصاص"، أصدرت منشورات "زويه" السويسرية، حديثاً، ترجمةً فرنسية من عمل الكاتب السويسري روبرت فالسر، "حياة شاعر". يعدّ فالسر (1878 ــ 1956) واحداً من أبرز الكتّاب السويسريين باللغة الألمانية، وقد وضع سلسلة من الأعمال التي كتبها لنفسه، بقلم الرصاص وبخطّ صغير لا يُكاد يُرى، متناولاً فيها مواضيع يومية، وطارحاً فيها تأمّلاته وأسئلته على ما يشاهدها وما يعيشه. يجمع "حياة شاعر"، كعادة فالسر، نصوصاً قصيرة، تراوح بين السرد والتفكير.
"تبعيث العراق: شمولية نظام صدام حسين"، عنوان النسخة العربية من كتاب إرون إم. فاوست، التي وقّعتها عبير مرعي وتصدر هذه الأيّام لدى "منشورات الجمل". في هذا العمل، الصادر بالإنكليزية عام 2015 لدى "منشورات جامعة تكساس"، يعود فاوست إلى الأرشيف المركزي لـ"حزب البعث" العراقي، ليستخلص من سجلّاته وثائق عن "النهج" الذي اتّبعه الحزب لفرض سيطرته و"رؤيته" على البلاد، وعن أسلوب حكمه للعراق، والذي يصفه المؤلّف بعبارة "الترغيب والترهيب". فاوست يضع طريقة حكم البعث للعراق بين الأنظمة الشمولية التي شهدها القرن العشرين.
عن "منشورات جامعة كامبريدج" صدر حديثاً كتاب "نظرية كانط في الوعي"، للباحث صامويل كان. يقسم كان كتابه إلى جزأين، يتناول الأوّل منهما الأخلاقيات الكانطية من وجهة نظر التأويل، أمّا القسم الثاني، فيتوقّف عند المشكلات السياسية التي تترتّب عليها هذه القراءة. يحاجج كان بأنّ ما يوصف عادةً كـ"تناقضات" في أطروحات كانط حول الضمير إنّما ينمّ عن تناسق داخلي. كما يستهدف الكاتب عدداً من المقولات الشائعة التي تُربط بالأخلاقية الكانطية ــ مثل نفي فكرة الحظّ الأخلاقي ــ ليُظهر تناقضها مع جوهر الفكر الكانطي الأخلاقي.
عن منشورات "ضمة"، يصدر قريباً كتاب "أشرطة كاسيت أزنافور" للشاعر الإيطالي نيكولا غراتو بترجمة الروائية الجزائرية أمل بوشارب التي كتبت في تقديم العمل: "من خلال محاولته الأصيلة لحفظ ذاكرته الحميمة في البلدات الإيطالية الصغيرة، يبدو أن نيكولا غراتو استحثّ من حيث لا يدري ذاكرته العربية القصية، مستدعياً من شعرية مختزنة في اللاوعي بعضاً من أهم خصائص الشعر الجاهليّ والتي تلتقي في الكثير من جوانبها مع رسالة البقاء الجوهرية في المخيال الجنوبي الإيطالي. وكأن الشاعر الصقليّ نسج من بقايا ذاكرته الصغرى مشروع الذاكرة الكبرى".
يعود مايكل سبيتزر في كتابه "الإنسان الموسيقي: تاريخ الحياة على الأرض" الذي صدر حديثاً عن "منشورات بلومزبري" إلى أقدم آلة موسيقية معروفة استخدمها البشر قبل أربعين ألف عام، وهي آلة نفخية صنعت من عظم نسر، كما تشير أحدث الاكتشافات الأثرية، لتكون الموسيقى سابقة بذلك على الزراعة وبدايات الاستقرار وظهور الأديان، مستعرضاً دور الأغنية والموسيقى في مجتمعات الصيد وجمع الثمار وقدرتهما على التعبير عن الأفكار والأسئلة لدى الإنسان، وكذلك التطوّر في نمط إنتاجه ومعيشته، وبأنهما شكّلا منذ القدم جزءاً أساسياً من حياته.
عن "الدار الليبرالية" صدرت طبعة ثانية من كتاب "حروب الردّة.. دراسة نقدية في المصادر" للباحث الفلسطيني إلياس شوفاني، الذي يتناول التفاهمات السياسية التي بنت دولة الإسلام في الجزيرة العربية، وتمثّل أساسها في ضمان مصالح أهل مكة مقابل دعمهم سلطة النبي محمد، واتفاقيات أخرى وقّعتها القبائل العربية مع المدينة المنورة، ونصّت على حماية المسلمين لها مقابل لقاء مادي دون أن تعتنق غالبيتها الإسلام، وكيف نكثت هذه القبائل عهودها بعد رحيل الرسول، لتندلع بسببها المعارك التي سمّيت في مرحلة متأخرة من التاريخ الإسلامي بـ"حروب الردّة".
"الفن التشكيلي في دولة قطر.. ستون عاماً من الإبداع 1960 -2020" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا" و"المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (ألكسو) للفنان التشكيلي القطري حسن الملا، ويتناول العوامل المُؤثرة في شخصية الحركة الفنية في قطر وسماتها، وظهور الجيل الأول من الروّاد ومنهم جاسم زيني ويوسف الشريف ووفيقة سلطان وسلمان المالك وعلي حسن الجابر، مع تقديم دراسة تفصيلية لأبرز الفنانين من الأجيال المتعاقبة، واتجاهات الفن ضمن سياقها التاريخي وما عكسته من متغيرات اجتماعية واقتصادية.
في طبعة مشتركة بين "دار الروافد الثقافية" ومنشورات "بن النديم"، صدر مؤخراً كتاب "على سبعة أحرف: عرض ميسر لمسيرة نشأة القراءات القرآنية" لـ محمد الجاسم. يهتم الكتاب بدراسة تاريخ نشأة القراءات القرآنية وتطوّرها من زمن التنزيل إلى تنظيم قراءة القرآن ضمن ما سيعرف بـ"القراءات العشر". يفسّر المؤلف بعض العوامل التي أدّت إلى ضبط قراءة القرآن مثل توضيحه لنظام "الاختيار" والمقصود به هو أن يعمد الإمام الضليع في طرق أداء القرآن الكريم ورواياته، إلى اختيار منهج محدد -مما قرأ- يسير عليه في سائر المصحف.
بترجمة أسامة عباس، يصدر قريباً عن "مركز نهوض للدراسات والبحوث" كتاب "أنثروبولوجيا الفقه الإسلامي: التعليم والأخلاق والاجتهاد الفقهي في الأزهر" لـ آريا نكيسا. يقدّم الكتاب منظورًا مركبًا لفهم التلقي العقلي والسلوكي للأحكام الشرعية داخل أوساط التعليم الديني، من خلال دراسة مقرّرات الأزهر تحديداً. يجمع المؤلف بين نظريتين: الأولى "نظرية الممارسة" وعبرها تُفهم العلاقة بين الحكم الشرعي ولحظة الامتثال السلوكي له، أما النظرية الثانية فهي "نظرية الهرمنيوطيقا" التي تقدّم طريقة لمعرفة كيف تكشف الأفعال عن مكنون العقول.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
