"فؤاد سزكين.. من علم التراث إلى تراث العلم" عنوان "المنتدى التراثي" الثاني الذي ينطلق عند الخامسة من مساء اليوم الأربعاء في "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة، حيث يتناول المشاركون أفكار ومؤّلفات الباحث والمؤرّخ التركي (1924 - 2018) الذي رحل في حزيران/ يونيو الماضي.
نال سزكين درجة الدكتوراه عن أطروحته "دراسات حول مصادر البخاري"، ودرّس في "جامعة إسطنبول"، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا عام 1961؛ حيث قدّم أطروحته الثانية حول جابر بن حيان، ثم أسّس هناك "معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية".
وأصدر العديد من المؤلّفات التي تناولت دور المسلمين في العلوم والاكتشافات؛ من بينها "العلم والتكنولوجيا في الإسلام"، و"اكتشاف المسلمين للقارّة الأمريكية قبل كريستوفر كولومبوس".
تمثّل مشروعه الأساسي في موسوعة "تاريخ التراث العربي" التي أصدر منها ثمانية عشر جزءاً، وثّق فيها لبدايات وتطوّر علوم القرآن والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتوحيد والتصوف، والإسهامات العربية والإسلامية في مجالات الطب والبيطرة وعلم الحيوان والكيمياء والنبات والزراعة والرياضيات واللغة والنحو والجغرافيا وعلم الخرائط.
يستعرض المنتدى تجربة الباحث والمؤرّخ في ثلاثة محاور أساسية؛ حيثُ يتناول دوره في خدمة التراث وتحديداً في موسوعته، ومشروعه في النشر الذي أطلقه من "معهد تاريخ العلوم" في ورقة يقدّمها أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامي في "جامعة الأزهر".
أمّا المحور الثاني "مصادر البخاري.. عندما يُطَلب الحقّ لذاته"، فيتحدّث فيه أحمد معبد عبد الكريم أستاذ علوم الحديث، موضّحاً الآراء التي خلص إليها سزكين في دراسته لصحيح البخاري، ومراجعاته اللاحقة لمنهجيته في تحليل الأسانيد.
يحمل المحور الثالث عنوان "صورة العلم العربي: قبل.. وبعد"، عن إسهام سَزكِين". وفيه يُقدّم أستاذ اللغة العربية أحمد فؤاد باشا ورقة تُضيء على إسهامات سزكين في تغيير صورة العلم العربي، وما قام به من نقلة نوعية في هذا الجانب.