"أي مسرح لأي مجتمع؟" سؤال يعنون أمسية تجمع ثلاثة مسرحيين من المغرب لمناقشته مساء اليوم في منتدى تانسفيت في مراكش، بمشاركة الممثلة لطيفة أحرار والكاتب المسرحي الحسين الشعبي والدراماتورج الباحث في الشؤون المسرحية عصام اليوسفي.
السؤال يبدو مُركّباً، إذ أنه لا يستكشف علاقة مضمون وشكل المسرح بالمتلقي فقط، بل بالمجتمع ككل ويتضمن ذلك أولئك ممن لا يشاهدون المسرح، لكنهم يحتجّون على مضامينه، حتى وإن لم يروها، إن لم تناسب قيمهم وقناعاتهم.
كما يختبر السؤال قدرة المسرح على أن يؤثر ثم يحوّل، وقد يكون السؤال عكسياً، إلى أي حد يتدخل المجتمع في حضور وقوة وأشكال المسرح الموجودة.
من المعروف أن الممثلة أحرار (1971) أحد الأسماء التي لطالما أثارت الجدل بأدوراها الجريئة على الخشبة وفي السينما، أدوار اصطدمت فيها مع المجتمع مثلما فعلت في "كفر ناعوم" و"شرف الحرب"، إذ تناولت في معظمها علاقة المرأة بجسدها وهو أحد التابوهات الكبرى في المجتمعات العربية عموماً.
من هنا، يكون حضورها في هذه الندوة كما لو كانت تمثل تياراً نسائياً يعمل على تعرية القيم بأي أداة فنية يراها مناسبة وإن استفزت طبقات اجتماعية بعنيها.
الشعبي، الكاتب المسرحي، معروف بأعماله التي تتناول العنف وعالم الترهيب، مثلما هو الحال في مسرحيته "الساروت" التي تطرق فيها بجرأة إلى ما يعرف في تاريخ المغرب بـ "سنوات الرصاص".
أمّا الدراماتورج اليوسفي فهو أحد الأسماء القليلة التي تجمع بين تقديم دراسات أكاديمية متخصصة في المسرح ونقده، وفي الوقت نفسه قدّم للخشبة عدة مسرحيات من بينها "الطابعان" و"دموع بالكحل" و"سفر" و"العساس"، منها ما هو تراجيدي ومنها الكوميدي.
اقرأ أيضاً:تجارب نسائية في التابو: أسئلة المسرح نفسها