"60 سنة من الإبداع التشكيلي الجزائري": معرضٌ متنقل

لم تعلن وزارة الثقافة الجزائرية عن برنامج خاص ضمن الاحتفالات المتواصلة في البلاد بذكرى مرور ستين عاماً على انتصار الثورة التحريرية والاستقلال عن المستعمر الفرنسي، إذ أقيمت فعاليات متفرّقة في مجالات عدّة حيث تمّ الاحتفاء بستينية السينما الجزائرية، كما خُصّصت تظاهرة للمسرح الثوري وأعمال أوبرالية ذات طابع تاريخي.

قدّمت معظم تلك الفعاليات بكثير من الاستعجال بهدف تسجيل كمّ من المحاضرات والورش وعروض الأفلام والمسرح وغيرها، بينما غابت عن الاحتفالية أية ملتقيات ومؤتمرات فكرية تناقش الثورة والاستقلال مِن منظورات فكرية وفلسفية وأدبية وتاريخية، وتسعى إلى تقديم مقاربات حول الحدث المؤسس للجزائر المعاصرة.

في هذا السياق، افتتح مساء أول من أمس الإثنين معرض "60 سنة من الإبداع التشكيلي والتصويري الجزائري" في "قصر الثقافة مفدي زكرياء" بالجزائر العاصمة ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً لحوالي ثلاثة وستين فناناً وفنانة جزائرية تضيء التيارات الفنية التي يتم تدريسها في مدارس الفنون وتطور الإبداع الفني على مدار العقود الستّة الماضية.

المعرض الذي تنظّمه "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي"، سينتقل بعد ذلك ضمن خريطة معدّة سلفاً بين عدّة مدن جزائرية هي: تلمسان وبشار ومعسكر ومستغانم والأغواط وتيزي وزو وميلة والمسيلة، لتختتم فعالية في مدينة سكيكدة (شرق العاصمة) في الثاني من تموز/ يوليو 2023.

تتصدّر المعرض لوحاتٌ للفنان التشكيلي محمد إيسياخم (1928 - 1985)، الذي يُعتبر أحد روّاد الحركة التجريدية في الجزائر والعالم العربي، وتعدّدت اهتماماته بين الرسم والغرافيك والكاريكاتير وتصميم العملة والطوابع البريدية، وله مقتنيات في العديد من المتاحف حول العالم، إضافة إلى مجموعة الجداريات في الجزائر.

كما يشارك فنانون يمثلون مختلف التيارات والتوجهات، على خريطة التشكيل الجزائري اليوم مثل نريمان غلام الله، وجازية شريح، وأسمهان مزوار، ونجوى سراع، وكريم سرقوة، ومحمد أولحاسي، وعبد القادر بلخريسات، وهاشمي عامر، ومرين حاج عبد الرحمن، ورشيد نسيب، وجودة قسومة، ونور الدين طبرحة، وعبد الحليم سلامي، ومباركي محمد، ودميس محمد، ومحمد مروان جفال، وعبد الوهاب كاف النمر، ومعراجي لعربي، ومعمر قرزيز وغيرهم.

يُذكر أنه تمّ توزيع نسخ من الكتاب الجماعي للفنانين المشاركين، بثلاث لغات، العربية والإنكليزية والفرنسية، ويتضمّن تقديم نبذة عن مسارات المشاركين الفنية والمهنية، إلى جانب الأعمال المعروضة لهم، وسينتقل المعرض في محطته الثانية مطلع شباط/ فبراير المقبل إلى تلمسان.

آداب وفنون

التحديثات الحية

ذكرى الثورة الجزائرية: استعادات لا تخرج عن المألوف