ضمن يوم دراسي أقيم أمس في "دار المتوسط للثقافة والفنون" في مدينة الحمامات التونسية، قدّم الباحث التونسي محمد علي الحلواني محاضرة بعنوان "سؤال الدين والحريّة في الفكر العربي الحديث والمعاصر" حاول من خلالها وضع قراءة شاملة حول مسار وواقع الفكر الإسلامي على ضوء مفهوم الحرية.
يبدأ الحلواني محاضرته بالقول: "ماضينا لم يبارحنا إلى حد الآن بل لا يزال مقيماً بيننا، يحدّد أفكارنا ويصنع حاضرنا ومستقبلنا بقطع النظر عن مقتضيات العصر التي داهمتنا"، مبيّناً أن بحثه يندرج ضمن المقاربة الأركيولوجية التي أسّسها المفكر الفرنسي ميشيل فوكو وتستند إلى محاولة الكشف عن الروابط الخفية بين المفاهيم الظاهرة في الدلالات والطبقات العميقة للمعرفة والذهنيات.
وحول المفهوم الذي يتناوله بالدرس، يضيف: "يمكن القول بأن مفهوم الحرية حضر في الخطاب الديني مبكراً ضمن قضية التخيير والتسيير، وهي قضية مرتبطة بمسألة جوهرية في الدين هي الإثابة، لكن أكثر من ذلك فإن هذه المسألة تفتح على قضية فلسفية أعمق وهي الإرادة البشرية".
يشير الحلواني أن هذا الخطاب الذي بُني حول هذه الإشكاليات كثيراً ما يتوهّمها العقل الجمعي كخلاصاتِ عبقريةٍ خالصةٍ خارج الزمان والمكان أو أنها نتاج إدراك فذ لأصحابها، في حين أنها لا تعدو أكثر من اجتهادات مرتبطة بالبيئة الثقافية التي نشأت فيها، وهو ما يعتبره سقوطاً عاشته وتعيشه المجتمعات العربية في قراءة ثابتة بالية، يسميّها بـ"المتأبّدة"، معاكسة للتاريخ.
ومن المحاضرات الأخرى التي قدّمت ضمن اليوم الدراسي الذي نظّمته "فواصل" (جمعية الدراسات الفكرية والاجتماعية): "مدلول الحرية الدينية" لـ لطفي عيسى، و"جدلية العصيان والطاعة لـ تاجة بن علي"، و"الشروط الأنطولوجية لتأصيل الحق في الحرية" لزينب التوجاني.