ماهر أبو سمرا.. عن الهوية والعمارة والتكنولوجيا

15 فبراير 2020
(مشهد من مدينة عمان)
+ الخط -

يقيم المعماري ماهر أبو سمرا محاضرةً عند السادسة من مساء اليوم في "مركز بالعربي" بعمّان، تحت عنوان "الهوية والتقاليد وفن العمارة"، يتناول فيها محاور مختلفة من بينها فنّ العمارة الإسلاميّة وارتباطه بالهوية العربية والتقاليد.

يطرح أبو سمرا الاختلاف بين مفهوم التغيير والتقدّم في فنّ العمارة مع مرور الزمن، وكيف كان للأخير دورٌ في تبنّي المعماريّين لنمطٍ معماري عالمي موحّد أضاع الارتباط بين فن العمارة وبين هوية الشعوب وتقاليدها.

كما يتطرّق إلى جوهر التباين بين العمارة الحديثة والعمارة الإسلامية، ويتساءل إن كانت العمارة الإسلامية والتقليدية تعني تجاهل التكنولوجيا والتقنية الحديثة واعتماد الأساليب المتّبعة في الماضي.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول أبو سمرا إنه سيقارن خلال المحاضرة بين الأبنية التاريخية والأبنية الحديثة، لافتاً إلى أن النمط العالمي الحديث والمعمَّم، والذي نجد أمثلة منه في دبي مثلاً، لا يعبّر عن هوية المكان ولا يمثّلها.

لكن ماذا يعني ذلك فعلاً؟ هل "العصرية" والتحديث لا بد أن يكونا على النقيض من الهوية أو منسلخة عنها؟ يجيب: "بالطبع لا، التغييرُ في الحضارات والعمارة دائمٌ والركودُ ضد التطور. على سبيل المثال، فإنَّ بلداً فقيراً اقتصادياً كالأردن يستورد الحديد ويتكبّد كلفته، في حين لديه فرص الاستفادة من مصادره المحلية".

يضيف: "عمرُ البناء بالإسمنت لا يتجاوز سبعين سنة تقريباً وهو مهدر للطاقات والموارد، لكن البناء بالحجر يعيش مئات السنين، وهو متاح وموفّر اقتصادياً، كما أنه ينتمي إلى المكان وتاريخه وتراثه المعماري".

مثال آخر يذكره أبو سمرا في لندن، حيث ما زال البناء بالجدارن الحاملة موجوداً، وثمة بيوت بالطوب الأحمر عمرها مئات السنين، في حين تمنع المدينة بناء الكثير من الأبراج وتحافظ على أحيائها وبيوتها القديمة.

يتطرّق المحاضر، خلال المحاضرة، إلى مشروع بناء بيته الشخصي الذي يطبّق فيه فكرته هذه، مستفيداً بشكل أساسي من التكنولوجيا ليقول إن العلاقة بين التطوُّر والهوية والإرث الحضاري ليست علاقة نديّة كما يجري تصويرها من قبل كثيرين.

المساهمون