في عام 1880، اكتشف عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه مقبرة تحتمس الثالث في وادي الملوك في المنطقة الغربية من النيل المواجهة لمدينة طيبة (الأقصر اليوم)، التي كشفت المزيد من الأسرار عن الأسرة الثامنة عشر التي حكمت مصر في الخامس عشر قبل الميلاد.
قدّمت الحفريات الأولى رسومات منقوشة تعبّر عن التصور الديني لقدماء المصريين، ونصوصاً مكتوبة بالهيروغلفية من "كتاب الموتى"، حيث تتزيّن الجدران بإفريز بأشكال حزم البوص وعلامة السماء، كما يزين السقف نجوم صفراء على أرضية زرقاء.
ينظم "المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية" في القاهرة عند السادسة من مساء غدٍ الثلاثاء محاضرة بعنوان "أوراق البردي وأوستراكا المكتشفان حديثاً" يلقيها الباحث الدنماركي فريدريك هاغن المتخصّص في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمملكة الفرعونية الحديثة، الذي وضع العديد من المؤلّفات منها "تجارة الآثار في مصر 1880-1930".
تستعرض الندوة آخر الاكتشافات التى حصلت عليها البعثات الأثرية الأخيرة في معبد الموتى بالقرب من معبد تحتمس الثالث، والتي أثمرت عن اكتشاف بقايا أرشيف المعبد الوحيد الباقي من الأسرة الحديثة وذلك بالرغم من الحالة السيئة نسبياً لأجزاء عديدو من المعبد.
الاكتشاف الجديد يكتسب أهمية استثنائية بالمقارنة مع أرشيفات المعابد في فترات سابقة عن الدولة الحديثة، مثل تلك الموجودة في أبو صير "حوالي 2450 ق. م"، ولاهور "ق. 1800 ق. م"، وكذلك نصوص الطقوس المكتشفة في فترة لاحقة.
يلقي هاغم الضوء على أنواع مختلفة من الممارسات الموثقة في هذه الوثائق، وكيفية نظرة الفراعنة إلى المادة وبعض الأفكار الأولية حول تفسيرها وأهميتها، إضافة إلى غطاءين مصنوعين من الحجر الجيري، وإناء من الألباستر، وجزء من بردية عليها الفصل 125 من كتاب الموتى.
يُذكر أن الأوستراكا هي قطعة من الحجر غير منتظمة الشكل، عليها كتابة قبطية من جهة واحدة بالأسود، تتضمن ثلاثة صفوف: الصف الأول يتضمن سبعة أسطر والثاني ستة أسطر والثالث سبعة أسطر وتتضمن أسماء لأشخاص.وفى الماضي الأوستراكا كانت تستخدم لكتابة الخطابات؛ إذ أنها كانت أرخص من البردي.