شهدت القاهرة في العاميْن الأخيريْن، الكثير من الفعاليات الثقافية التي تلتفت إلى عمارتها وعمرانها، اتجهت بعض المؤتمرات الكبرى إلى البحث في كيفية إعادة احتضان العشوائيات ضمن نسيج المدينة واستصلاحها.
بينما ذهبت الندوات المعمارية في المؤسسات المتخصّصة إلى البحث في تاريخ القاهرة في حقب مختلفة، الفاطمية والمملوكية والعثمانية وحتى العصر الحديث، حيث أن المدينة في مرحلة من الاكتظاظ والفوضى التي تتزامن مع مشاريع ترميم وأخرى ترمي إلى بناء مدن جديدة.
بين ماضي القاهرة المعماري ومستقبلها كمدينة، الكثير من اللحظات المعمارية الإسلامية التي تسبغ على المدينة تلك الخصوصية التي لن تجدها في أي مدينة أخرى، وفي هذا السياق تبحث المعمارية والأكاديمية منة الماحي.
تحت عنوان "العمارة الإسلامية لمدينة القاهرة" تلقي الماحي سلسلة من عشر محاضرات في "معهد القاهرة للعلوم والفنون الليبرالية"، تنطلق أولاها عند السابعة من مساء الأحد 22 من الشهر الجاري.
تأسّست مدينة القاهرة على رأس دلتا النيل، وتطوّرت من موقع عسكري إسلامي إلى مقرّ الخلافة الفاطمية الطموحة التي ازدهرت بين القرن العاشر والقرن الثاني عشر. ومع ذلك، كان عصرها المذهل خلال الفترة المملوكية (1250-1517)، عندما أصبحت مركزاً للإشعاع الإسلامي، واكتسبت طابعاً معمارياً سوف يرمز إلى صورة المدينة الإسلامية لعدّة قرون مقبلة.
خلال عشر جلسات، تعرّف الماحي بالأعمال المعمارية الرئيسية في القاهرة من القرن السابع وحتى القرن التاسع عشر، وتقف عند أشهر معالم القاهرة الإسلامية من شارع المعز أشهرها مروراً بتلك الأماكن الأقل شهرة والتي لم يُلتفت إليها كثيراً، وتتطرّق إلى واقعها اليوم ومسألة ترميمها والحفاظ عليها.