"المهرجان الوطني للمسرح التونسي": إضاءة المحلّي

16 سبتمبر 2019
(من مسرحية "دونكيشوت تونس"، 2019)
+ الخط -

ربما كان تعدّد المهرجانات المسرحية ذات الطابع الدولي في تونس، مثل "قرطاج" و"قفصة" واحتفالات اليوم العالمي للمسرح، سبباً في عدم التفكير في مهرجان وطني شامل يضيء ما جرى إنتاجه محلياً طوال السنة، ويضع أهل القطاع في إيقاع سنوي من التفاعل.

كثيرون يفسّرون تمتع المسرح التونسي بهامش من الحريات ورهانات التطوير الذاتي لدى المخرجين والممثلين والتقنيين بتواتر تلك المهرجانات الدولية على حساب المحلية، لكن في السنوات الأخيرة بدأت تظهر أكثر فأكثر تلك الرغبة في تخصيص تظاهرات تُعنى بالمسرح التونسي حصراً، ربما يأتي ذلك ضمن شعور بكثافة المادة المسرحية في السنوات الأخيرة، والتي لم يعد ممكناً إبرازها ضمن المعايير المعتمدة عادة من المهرجانات الكبرى.

في هذا الإطار، تطلق وزارة الثقافة التونسية يوم السبت المقبل تظاهرة مسرحية جديدة تحمل اسم "المهرجان الوطني للمسرح التونسي"، ومن المزمع أن يكون محاولة لإضاءة كامل المشهد المسرحي في تونس، وهو ما يظهر من المدة التي ستستغرقها الدورة الأولى؛ حيث تمتد من 20 أيلول/ سبتمبر إلى 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

لم يجر، إلى اليوم، الإعلان عن برنامج العروض على الرغم من اقتراب موعد الانطلاق، فقط جرى الكشف عن مكان الافتتاح والذي سيكون خارج العاصمة، في مدينة الكاف تحديداً، ضمن محاولة لتكريس شعار "اللامركزية" الذي ترفعه الحكومات التونسية المتعاقبة منذ "ثورة 2011"، علماً أن الدورة الأولى تكرّم المسرحي الراحل المنصف السويسي، والذي أدار لسنوات المسرح الجهوي في مدينة الكاف.

من المتوقع أن يجوب المهرجان مدناً تونسية أخرى مثل صفاقس والمهدية والقيروان وقفصة ومدنين، وهي جميعها مدن ذات إنتاج مسرحي، غير أن الأعمال المقدمة فيها يكاد ينحصر عرضُها في نفس المدن مع بعض المشاركات في العاصمة. وغير بعيد عن هذا الإطار تُقام ضمن فعاليات المهرجان ندوة بعنوان "مسرح الجهات: بين التجذير والتمييز الإيجابي"، فهل هذه الخطوات تعني أن وصول الثقافة إلى ما أبعد من العاصمة قد بات واقعاً، أم أن الأمر لا يعدو غيمة عابرة، خصوصاً وأن تونس تعيش في نهاية هذا العام على إيقاع الانتخابات التشريعية والرئاسية؟

المساهمون