تشير بعض الأبحاث المتخصصة إلى قلة المراجع التي اهتمت بدراسة التاريخ المعماري للمدارس في العالم الإسلامي، والعلاقة بين التعليم والعمارة والتغير الاجتماعي والسياسي، ومن أبرز الأسئلة التي تُطرح في هذا المجال هو كيف كانت تحولات النظام التعليمي وثيقة الصلة بتحولات مساحات المدارس وعمارتها، وأثر التطور المكاني لهندسة المدارس على التعليم نفسه وتأثير ذلك على المجتمع وارتباطه بفترات حكم مختلفة.
حول ذلك، يلقي الباحث الأكاديمي يوسف أسامة في "بيت المعماري المصري" في القاهرة محاضرة تحت عنوان "تاريخ المدارس في العمارة الإسلامية" عند السابعة من مساء الثلاثاء، 27 من الشهر الجاري.
يعود المحاضِر، المتخصص في الآثار الإسلامية والمملوكية، إلى المنشآت والعمائر التي ظهرت فى شرق العالم الإسلامي على يد دولة السلاجقة، قبل أن تمتد غرباً إلى أن وصلت إلى مصر، ويستعرض تاريخ إنشاء المدارس وطرزها وعمارتها.
يتوقف المحاضر بشكل خاص عند المدراس في مصر، فمن المعروف أن مصر كانت في القرون الخمسة الأولى من العصر الإسلامي مركزاً للعلوم ومقصداً للدارسين، حيث كانت المساجد تلعب دور المدارس؛ ومن أشهرها جامع عمرو بن العاص، وابن طولون، والأزهر، ودار الحكمة، وجامع بيبرس البندقداري وكلها كانت عامرة بطالبي العلم.
ويفرد الباحث مساحة أكبر لفترة المماليك، فعلى الرغم من أنها كانت مسرحاً للاضطرابات السياسية، لكن المماليك تركوا إرثاً معمارياً كبيراً ومؤثراً، من أبرزه مدرسة السلطان حسن وهي مسجد اليوم في قلب القاهرة القديمة، والتي جاءت بمثابة تحفة معمارية؛ فقد شكل المسقط الأفقي لهذه المدرسة بحيث يشتمل على صحن سماوي مربع تتفرع منه أربعة إيوانات.
ومن أشهر مدارس تلك الحقبة مدرسة الوزير رضوان الولخشي، ومدرسة الوزير بن السلار، والمدرسة الناصرية، والمدرسة القمحية. أما تصميم المدرسة فضم إما إيوانين أو أربعةً معقودة متقابلة تكوّن شكلاً متعامداً ويتوسطها صحن مكشوف.