بدأت الفنانة العراقية شهد داوود تجربتها في البحث عن تقنيات وأساليب مختلفة حيث رسمت على الكانفاس والورق واستخدمت الرمل أيضاً، في محاولة للاستقرار على ضفة تميّزها، وقدّمت معرضها الأول عام 2013، الذي كانت ثيمته الأساسية هي ظلّ الإنسان.
وراء تلك الخيالات التي تأخذ صورة حسية متوقّعة في أحد مستوياتها، سرعان ما تذهب الفكرة إلى ما هو أعمق، حين تأخذ بعدها المجازي أو الفلسفي التي تعبّر عنها الألوان القاتمة، حين يحيل الخيال في اللوحة إلى عالم الراحلين أو الموت أو إلى ذواتنا الأخرى التي تعدّد شخصيتنا.
"الجذور" عنوان معرضها الجديد الذي يتواصل في "غاليري زارة" في عمّان حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، وافتتح في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ أعمالاً متنوّعة تتراوح بين لوحات تحاكي الطبيعة وألوانها وتكويناتها المتعددة، وبين أعمال توظّف الغرافيك والتصميم الداخلي.
تنزع الفنانة إلى استخدام ألوان تبعث على التأمل مثل الأخضر والأزرق وتنويعاتهما والتي تأخذ المتلقي إلى فكرة العودة إلى الطبيعة الأم باعتبارها أساس الوجود حيث يعكس التركيب الفيسيولوجي وسلوكيات الإنسان صورة أكبر في محيطه، حيث تبدو كأنها في حالة دوران أو التحام حول الشجرة أو جذورها أو نحو الفضاء المفتوح.
في بعض أعمالها، تضيف اللون الأصفر أو البني ومشتقاتهما في إحالة إلى الواقع والارتباط بالأرضي والمادي والملموس، ما يتيح لها حرية أكبر في التنقل بين الألوان وتدرجاتهما التي تظهر كطبقات فوق بعضها أو مساحات متداخلة ضمن تكوينات متشقفة لا تحفل كثيراً بالتفاصيل أو المفردات أو الرموز.
تذهب داود في لوحات أخرى إلى مفهوم الدوران حيث الألوان تلف في حلقة لا قرار لها، وكأنها تشير إلى دورة الحياة المتصلة بين موت وولادة، وفناء ووجود، وفي الوقت نفسه تبدو تلك الحلقات الدائرية صلتنا بالاندثار أو بالانبعاث مجدداً.
يُذكر أن شهد داوود ولدت في بغداد وتقيم في عمّان، وقد نالت درجة الدبلوم في تصميم الغرافيك والتصميم الداخلي، وشاركت في معارض عدّة في ميلانو وبروكسل ولندن وستوكهولم إضافة إلى عمّان.