أمل بقشي: حديث عن "لا أحب أرض الخرافات"

بدأت سلسلة القصص المصورة "لا أحبّ أرض الخرافات" في الصدور تشرين الأول/ أكتوبر 2015 وكانت آخر نسخة منها في تموز/ يوليو 2018. 

السلسلة هي نوع من الكوميديا السوداء التي كتبها ورسمها الفنان الأميركي سكوتي يونغ (1978) أحد أشهر فناني الكوميكس في عصرنا. 

تتبع السلسة قصة امرأة اسمها جيرترود جرى نقلها حين كانت طفلة إلى عالم غامض يطلق عليه "أرض الخرافات"، وبعد ثلاثين عاماً، أصبحت تحاول باستمرار العودة إلى العالم الحقيقي وتفشل في العودة إليه.

تبدأ المؤامرة مع سقوط جيرترود في فيريلاند في سن العاشرة، وهي تقضي 27 عاماً في البحث عن المفتاح للهروب مع صديقتها الحشرة لاري، ولكنها تفشل مما أدى إلى أن تصبح عنيفة ومضطربة اجتماعياً.

تناقش رسامة الكوميكس الكويتية أمل بقشي هذه السلسلة، في محاضرة عند السابعة والنصف من مساء الأربعاء، 24 من الشهر الجاري، في منصة الفن المعاصر/ كاب.

تقول بقشي في حديث لـ"العربي الجديد" إن سبب اختيارها هذا النص ليونغ "هو اختلافه عن القصص التي اعتاد عليها القرّاء في ثقافتنا العربية والتي تركز على قصص كلاسيكية ذات أحداث يمكن توقعها وبالاحتمال تكون مختلفة عن طريقك التفكير في عصرنا". 

تتابع: "من أهم العناصر التي يتم التركيز عليها في الكتاب، انه حتى لو كانت الصورة الخارجية جذابة وجميلة فإن المحتوى يمكن أن يكون مختلفاً ومعقداً ويحمل في طياته الكثير من الغموض". 

تلفت بقشي كذلك إلى ضرورة الإشارة إلى "فكرة انتقاد القصص الخيالية وخصوصاً قصص الأميرات التي تصوّر الواقع بصورة معينة والتي تعطي صورة ذهنية منافية للواقع وتساعد على بناء عقلية مبنية على الأوهام لايمكن تطبيقها على الحياة الفعلية". 

فالكتاب، بحسب الفنانة، "يركز على فكرتين مهمتين: الأولى أن الرغبة في الوصول إلى السعادة المطلقة قد يؤثر سلباً على الشخص فيجب أن يكون هناك توازن بين السعادة والمشاعر الأخرى لتصبح الحياة طبيعية. فتركيز الجميع على مبدأ الحياة السعيدة المطلقة في وقتنا الحالي هو سبب رئيسي لحالات القلق والكآبة والانهيار العصبي". 

أما الفكرة الأخرى في الكتاب فـ "تتعلق بهدم الصور النمطية المعتادين عليها بوجود أرض مبنية على أساس كل شي سعيد ومتكامل وليس هناك أثر للخطأ لأن هذه الصورة يستحيل وجودها في الواقع والفائدة الوحيدة من تلك الصور هي تنمية الخيال والتشجيع على الفكر الإبداعي وهذه العناصر موجودة في الكتاب وغيرها من العناصر الأخرى التي تحث القارئ على التفكير في أساسيات الحياة وطرق حل المشكلات".