طوال الأعوام الماضية، تنطلق التبريرات عند انعقاد "مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية" حول طبيعة العروض المقدّمة التي غلب عليها البعد الترفيهي، تحت ذريعة تأمين دخل إضافي نظراً لقلّة الموازنة المرصودة، ولعدم وجود جمهور لأنماط موسيقية تقليدية.
قبيل افتتاح الدورة الثالثة والخمسين من التظاهرة عند التاسعة من مساء السبت المقبل، العشرين من الشهر الجاري، والتي تتواصل حتى الثامن من الشهر المقبل، أكّد المنظّمون في مؤتمرهم الصحافي أن حصّة المالوف تتجاوز 70% من الفعاليات.
هل تعيد هذه التصريحات هوية المهرجان التي كادت تُفقد خلال السنوات، أم هو تعبير عن أزمة أعمق؟ تساؤل أساسي لا يمكن تجاوزه بزيادة نسبة أنماط موسيقية أو خفضها، بل ربما يحيل إلى واقع تعيشه معظم أشكال الموسيقي التقليدية في العالم العربي التي لا تجد الاهتمام الكافي لتطويرها نغمياً ولحنياً.
تُفتتح العروض بحفل "مطرز السيكا" الذي تقدّمه "فرقة النغم العربي" حيث تمزج بين المالوف والموشحات والسماعيات منذ تأسيسها عام 1954، ومنها موشح "حبيبتي" من كلمات نصر الدين بن سعيدة وألحان قائد الفرقة محمد عبيد، و"ياللّي انت روح الروح" من ألحان صالح المهدي.
ويختتم المهرجان بعرض لـ"فرقة الوطن العربي" بقيادة عبد الرحمان العيادي، ومشاركة عدنان الشواشي ونور الدين الباجي ورحاب الصغير وشكري عمر، والتي تؤدي قصائد عدّة مثل "اسكني يا جراح" لـ أبو القاسم الشابي، و"طموح" لـ منور صمادح، و"الله ما نسيت" لـ عبد الحميد بالحاج.
تشارك أيضاً العديد من الفرق؛ من بينها "جمعية النوبة الأندلسية" من المغرب، و"فرقة ليبيا للمالوف والموشحات" من ليبيا، و"سلاطين الطرب" من سورية، و"شيوخ المالوف" و"أشبال المنستير"، و"رشيدية سوسة" و"ولادة للمالوف" و"كورال ابن خلدون" و"القنطرة للموسيقى" و""كورال ابن عطية" و"أنغام الأصيل" بقيادة فتحي زغندة من تونس.
كما يحضر من الفنانين التونسيين كلّ من لطيفة العرفاوي، ولطفي بوشناق، وسامي اللجمي بعرض "الزيارة"، ولطفي العبدلي بعرض "وان مان شو"، وريان يوسف، والفنانة زكية قارة من الجزائر، إلى جانب مسابقة المالوف التي تتنافس عليها فرق "معهد لينا للموسيقى" و"رشيدية بني خيار"، و"شيوخ بنزرت" و"جوق سوسة للمالوف".